لكل السوريين

بسبب الإهمال الحكومي.. تراجع حاد لنسبة مربي الدواجن بحماة.. والمربون “أفلسنا”

يعاني مربو الدواجن دوما من القرارات الصادرة عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالنسبة للتسعيرة التموينية الصادرة للدواجن، وهذه المعاناة ليست بجديدة، لكن الوضع اختلف حاليا.

وازدادت المعاناة نتيجة لارتفاع أسعار الأعلاف بشكل يومي إذ إن سعر كيلو فول الصويا (واصلا لأرض المدجنة) اليوم بحدود 3900 ليرة على حين أن سعر الكيلو كان منذ عشرين يوم تقريبا بحدود 2900 ليرة كما أن كيلو الذرة الصفراء بلغ 2350 ليرة وكان منذ عشرين يوما بحدود 1950 ليرة.

وتتعرض القطاعات الاقتصادية المهمة في سوريا للخسائر المتلاحقة وعلى رأسها الدواجن والألبان، لتغدو في وضع خطر يمكن معه أن تتوقف عن الإنتاج، لأسباب مختلفة تعود في معظمها للإهمال الحكومي والقرارات غير المحسوبة.

ونتيجة لارتفاع التكاليف وغلاء أسعار الأعلاف اليومي وبسبب التسعيرة التموينية التي لا تتناسب مع التكاليف الحقيقية ازداد عدد المربين الذين خرجوا من الإنتاج ووصلت نسبتهم لأكثر من 50 بالمئة، وتتركّز النسبة الأكبر لتربية الفروج تتركز في محافظة حماة.

ووصل الحال بالنسبة لكثير من المربين لدرجة الإفلاس حاليا نتيجة الخسائر المتكررة التي يتكبدونها سواء من مربي دجاج بياض أو من مربي دجاج المائدة، الأمر الذي سيؤدي مستقبلا إلى ندرة الفروج والبيض، وتبلغ تكلفة صندوق البيض في الوقت الحالي الذي يحتوي على 12 كرتونة أكثر من 170 ألف ليرة كما أن سعر صوص التربية أصبح بحدود 3 آلاف ليرة بعد أن كان العام الماضي بحدود 900 ليرة.

تراجع عدد مربي الدواجن بأكثر من 80% عمّا كانوا عليه عام 2011، إذ غير الكثير منهم المهنة، بل وخرجت مدن بأكملها عن هذه المهنة، كما تراجع الإنتاج بأكثر من 50% بحماة، أكثر المدن إنتاجاً بالسابق، بسبب ابتعاد مؤسسة الدواجن الحكومية عن السوق وتذرعها بالخسائر، كما أيّ مربٍّ، وتجاهل الدور الاقتصادي والاجتماعي لها، باعتبارها مؤسسة حكومية لا تحتكم إلى الربح والخسارة فقط.

وقال مربون أن المصرف الزراعي كان يزود المربين بالقروض من أجل التربية أما اليوم فيقف متفرجا على المربين ولا يمنحهم قروضا أبدا، كما أن كمية الأعلاف المدعومة التي تزود بها مؤسسة الأعلاف المربين تعتبر قليلة.

وأشاروا إلى أن التسعيرة التي تضعها وزارة التجارة الداخلية للفروج وأجزائه دائما هي أقل من التكلفة الحقيقية، وهذا الأمر سيؤدي إلى خروج المزيد من المربين من الإنتاج، رغم أن أسعار الأعلاف حاليا متغيرة بشكل يومي وكذلك تكاليف النقل لذا التسعيرة التي يتم تحديدها تعتبر غير حقيقية.

كما أن ارتفاع درجات الحرارة تسبب خسائر كبيرة لمنتجي الدواجن بسبب زيادة عدد النفوق وتراجع في كفاءة الإنتاج، وخسائر في إنتاج البيض إضافة لما يسببه من تقليل بجودة قشرة البيضة وحجم البيضة وقدرتها على الفقس.

ووثق مربو دواجن وقوع حالات نفوق بالآلاف في بعض المداجن بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ما تسبب بارتفاع إضافي في التكاليف، وطالبوا بتوفير المازوت لتشغيل مولدات المداجن، لكن مطالبهم لم تلقى آذان صاغية.

خسائر في قطاعين من القطاعات المهمة لإنتاج أبرز المواد الغذائية، انعكست سلبا على العملين في القطاعات من خسائر مادية كبيرة من جهة، وعلى المواطن الذي يعاني بشكل كبير من ارتفاع أسعار هذه المنتجات.