لكل السوريين

وكأنها ليست من الأراضي السورية.. دمشق تشدد الحصار، وتركيا تفرض إتاوات في عفرين وتستولي على الأشجار

رغم مواصلة حكومة دمشق فرض حصارٍ خانق على الشهباء من جهة، ونشاط المحتل التركي ومرتزقته المتواصل في عفرين المحتلة وضواحيها وممارساته الإجرامية التي طالت مؤخرا أشجار الزيتون، إلا أن إصرار الأهالي والنازحين على الصمود كان أكبر من كل تلك المحاولات.

شدّدت حكومة دمشق الحصار المفروض على مقاطعة الشهباء التي تحوي عشرات الآلاف من مهجّري عفرين، في خطوة اعتبرها المهجّرون محاولة من حكومة دمشق لخلق شرخ بين إدارة الشهباء والشعب، وحظرت دخول البضائع والمساعدات الغذائية والطبية، مع دخول فصل الشتاء.

ومنذ احتلال عفرين من قبل تركيا في الـ 18 من آذار عام 2018 وتهجير جميع سكانها، تمارس حكومة دمشق حصاراً منهجياً على المقاطعة المكتظّة بالمهجّرين من عفرين المحتلة.

وتمنع حكومة دمشق، الآن، دخول المواد الإغاثية والأدوية والمحروقات إلى المنطقة، وإذا سمحت بدخولها فإنها تفرض عليها رسومًا جمركية كبيرة، وكأن الشهباء ليست من الأراضي السورية.

وبالتزامن مع مطالب المجلس الوطني الكردي بإلغاء المنهاج الدراسي لشمال وشرق سوريا وفرض منهاج حكومة دمشق في المدارس، صادرت الأخيرة الكتب المدرسية في نقاط التفتيش ومنعتها من الوصول إلى طلبة عفرين، الأمر الذي أثار الكثير من الشكوك حول علاقة المجلس الوطني الكردي وحكومة دمشق وتناغم سياساتهما تجاه المكون الكردي.

وفي الفترة الأخيرة شددت حكومة دمشق من حصارها، إذ وصل بها الحد إلى مصادرة الطحين، والكتب المدرسية، بالإضافة إلى اسطوانات الغاز والأدوية والمحروقات التي ترسل من مناطق شمال وشرق سوريا، وتوزع مجانًا على الأهالي، الذين يعيشون في الخيم، والمنازل شبه المدمرة.

وفي سياق متصل، كشفت منظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا، عن قيام مرتزقة جيش الاحتلال التركي بالاستيلاء على كروم الزيتون العائدة لأهالي في قرى ونواحي مقاطعة عفرين المحتلة بالإضافة إلى فرض أتاوات بنسبة 50% على موسم الزيتون

وذكرت المنظمة عبر بيان نشر على حسابها الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت سابق من هذا الشهر، أن فصيل جيش الشرقية التابع لجيش الاحتلال التركي استولى على 17 ألف شجرة زيتون معمرة، عائدة ملكيتها لأهالي قرى “قيله، برجكة، جقلي جوم، مسكة، سنديانكه وخالطان” التابعة لناحية جندريسه.

وفي ناحيتي موباتو وراجو فرض مرتزقة “السلطان محمد الفاتح” أتاوات تصل نسبتها إلى 50% من عائدات موسم الزيتون العائدة ملكيتها لأهالي قرى “معملا، كوركان فوقاني وتحتاني، عرب اوشاغي ودمليا”.

وفي قرية أشكان غربي، دعا مرتزقة لواء الوقاص الأهالي للتجمع عبر مكبرات الصوت تمهيداً للاستيلاء على مواسم الزيتون العائدة ملكيتها لأهالي عفرين المهجرين.

ولم تتوقف انتهاكات الاحتلال التركي ومرتزقته ضمن ما يسمى “الجيش الوطني السوري” في منطقة عفرين المحتلة، منذ احتلالها، بل طالت هذه الانتهاكات أهالي عفرين المهجرين، والقاطنين في منطقة الشهباء وما تبقى من قرى عفرين.

بدوره، أشار الرئيس المشترك لمجلس مقاطعة عفرين، محمد نعسو، إلى أن حكومة دمشق تشدد الحصار على مُهجّري عفرين، موضحًا أن ما تمارسه حكومة دمشق بحق هؤلاء المُهجّرين، لا يختلف عما يمارسه الاحتلال التركي في عفرين.

وشبّه سياسات حكومة دمشق بسياسات الاحتلال التركي في المناطق المحتلة وقال في لقاء له مع وكالة هاوار الإخبارية “إن ما تمارسه حكومة دمشق بحقنا لا يختلف عن سياسات دولة الاحتلال التركي في المناطق المحتلة”.

وأوضح المواطن صلاح الدين بلال أن الحكومة السورية تهدف إلى خلق فتنة بين أهالي عفرين بجميع مكوناتها، وبين إدارتهم “ونحن بدورنا بصفتنا أهالي عفرين نؤمن بإدارتنا ومتمسكون بأرضنا ومقاومتنا مستمرة في مقاطعة الشهباء ضمن الخيم، وذلك تحدّياً لجميع المصاعب حتى العودة إلى عفرين”.

واعتبر بلال أن حكومة دمشق تسعى “إلى إقصاء أهالي عفرين وكأنهم ليسوا مواطنين سوريين”.