لكل السوريين

في مشهد يعكس خلوهم من الإنسانية.. الاحتلال التركي يرفض دخول طفل مصاب بضمور دماغي إلى مشافيهم

السوري/ إدلب ـ يعاني أطفال إدلب في شمال غرب سوريا، وتحديدا المقيمين في مخيمات النزوح على الحدود السورية التركية من حالات مرضية مستدامة تعد من نتاج حرب طال رحاها في البلاد.

ويعد الطفل عمر ذو العشر سنوات، أحد هؤلاء الأطفال الذين لم يحصدوا من أزمة لا تزال مستمرة سوى الأمراض، حيث يعاني من ضمور دماغي بنسبة 90% مما جعله غير قادر على الكلام والحركة، كما لديه أيضاً مرض كلوي حاد، بحسب ما أفاد به مراسلنا من شمال غرب سوريا.

عمر الذي فقد والديه بعد أن انفجر بهما لغم أثناء رحلة التهجير، يسكن حالياً مع عائلة مسؤولة عنه وعن إخوته الخمسة في مخيم مشهد روحين بالقرب من الحدود السورية التركية.

وعلى الرغم من أن الأتراك هم المسبب الرئيس للحالة التي يعيشها عمر إلا أنهم رفضوا عدة مرات إدخاله إلى المشافي التركية لتلقي العلاج، ما يعكس مدى عنفوانهم تجاه أطفال سوريا الذين وقعوا ضحايا لأطماع العثمانيين في سوريا.

هذه الحالة لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة في ظل الإهمال الطبي والتبعية للمشافي التركية، بحسب ما قاله أحد المقيمين في المخيم والذي رفض الإفصاح عن اسمه.

وللوقوف حول هذه الحالة؛ قامت صحيفتنا بزيارة لمخيم مشهد روحين على الحدود التركية للاطلاع على تلك الحالة، حيث التقى مراسلنا مع عم الطفل والذي عرف عن نفسه بأن اسمه أبو رزوق، والذي شرح لنا كيف وصلت أوضاع الطفل عمر إلى هذه الحالة.

وافتتح أبو رزوق حديثه بالقول “نحن من بلدة سرمين، نزحنا إلى هذا المخيم منذ ستة أشهر، هربا من القصف، إلا أننا أصبحنا في وضع كارثي لا نحسد عليه، حيث أن حالة عمر أصبحت متأزمة أكثر، وطالبنا الأتراك بإدخال عمر إلى أحد المشافي التركية لكنهم رفضوا”.

ويضيف “أخذته إلى مشفى باب الهوى عدة مرات، وقال لي مديرو المشفى أنه لا يمكن علاجه إلا في تركيا، وقدمت طلب إدخاله إلى تركيا، لكنني قوبلت بالرفض، بحجة تفشي كورونا، والطفل الآن بحاجة إلى غذاء مخصص ودواء مستمر”.

وتوفي والدي عمر أثناء انفجار لغم بهما وهم في طريق النزوح، ما زاد الوضع تعقيدا على أبو رزوق الذي أصبح مضطرا لتحمل معاناة عائلته وعائلة أخوه المكونة من خمسة أشخاص.

وتعد تركيا المسبب الرئيس للأزمة التي تعيشها إدلب، حيث أنها بعد إقامتها اتفاقات مع الروس أدت إلى نزوح ما يفوق المليون ومئتي ألف شخص بحسب ما قدره المرصد السوري المعارض.

وشنت قوات الحكومة السورية هجوما على الريف الجنوبي والجنوبي الشرقي من إدلب، ونتج عن الهجوم مقتل العديد من أرباب الأسر في إدلب ما جعل أطفالهم بحاجة لعناية شديدة، في وقت تواصل فيه دولة الاحتلال التركي تحقيق أطماعها التوسعية في شمال غرب سوريا وشمال شرقها.

تقرير/ عباس إدلبي