حلب/ خالد الحسين
شهد فرع الهجرة والجوازات في مدينة حلب في الأيام الماضية ازدحاماً شديداً وتدفقاً غير مسبوق من المواطنين الراغبين في استخراج أو تجديد جوازات السفر، وسط شكاوى واسعة من طول فترة الانتظار والطوابير الممتدة لساعات طويلة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة ونقص واضح في التنظيم.
وأرجع العديد من المواطنين توافدهم الكبير إلى اقتراب موسم الحج، الذي يتطلب إتمام إجراءات السفر في مواعيد محددة، إضافة إلى زيادة الطلب على السفر لأغراض العمل في الخارج. ونتيجة هذا الضغط المفاجئ، بدأ البعض بالحضور إلى الفرع منذ ساعات الفجر على أمل الحصول على دور في قائمة الانتظار.
وفي تصريح خاص لـ”السوري”، قال أحد المسؤولين في فرع الهجرة والجوازات بحلب (مفضلاً عدم الكشف عن هويته)، إن “الضغط الحالي هو الأعلى منذ فترة، ويرتبط بشكل رئيسي بموسم الحج الذي يدفع المواطنين إلى التعجيل في استكمال وثائقهم، خصوصاً جوازات السفر. كما نشهد إقبالاً متزايداً من المغتربين والطلاب الراغبين في السفر”.
وأشار المسؤول إلى أن الفرع عمل على تمديد ساعات الدوام واستدعاء موظفين إضافيين لتسريع الإجراءات، إلا أن الإمكانيات الحالية لا تزال غير كافية لمواجهة حجم الطلب الكبير.
من جانبه، عبّر العديد من المواطنين عن استيائهم من سوء التنظيم وطول فترة الانتظار. وقال سامر خليل، أحد المنتظرين أمام الفرع: “وصلت الساعة السابعة صباحاً وحتى الآن لم أحصل على رقم. الازدحام كبير، والناس متوترة، وبعضهم ينتظر لأيام دون جدوى. نأمل من الجهات المختصة إيجاد حلول سريعة مثل تحسين عمل المنصات الإلكترونية أو فتح مراكز مؤقتة إضافية”.
كما لفت البعض إلى لجوء بعض المواطنين إلى وسطاء ودفع مبالغ إضافية للحصول على مواعيد أسرع، مما يزيد من تعقيد الأزمة.
وسط هذه الأزمة، يرى مراقبون أن الحل يتطلب تحسين الأداء الإداري، وزيادة القدرة الاستيعابية للفرع، إلى جانب تعزيز منصة الحجز الإلكتروني، وتخصيص أيام محددة لخدمة حجاج الموسم لتخفيف الازدحام.
ويبقى الأمل معقوداً على استجابة الجهات الرسمية لتلبية هذه المطالب، لإنهاء معاناة المئات من المواطنين الذين يصفون استخراج جواز السفر بأنه رحلة تتطلب صبراً وجهداً كبيرين، لا تقل عن رحلة السفر نفسها.