لكل السوريين

محافظة السويداء.. وقفة احتجاجية أمام ضريح قائد الثورة السورية

السويداء/ لطفي توفيق  

رغم صدور بيان قال فيه المنظمون لاحتجاجات السويداء بأنهم أعطوا مهلة للسلطة للاستجابة لمطالبهم، إلا أنهم عادوا لتجديد الدعوة للاحتجاج انطلاقا من بلدة القائد العام للثورة السورية الكبرى.

وتجمع العشرات في وقفة احتجاجية أمام ضريح سلطان باشا الأطرش، في بلدة القريّا جنوب السويداء، استجابة لدعوة منظمي الحراك الاحتجاجي، للتنديد بسياسات السلطة التي أدت لتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

وأكدت الكلمات التي ألقيت حلال هذه الوقفة على المطالبة بالعيش الكريم لكل السوريين بمختلف مناطقهم وأطيافهم، وعدم التخلي عن حق المواطن برغيف الخبز والحياة الكريمة.

وجاء في إحدى الكلمات “لا علاقة لنا بالسياسة، نزلنا مؤيدين ومعارضين من أجل الحق والوطن ولقمة العيش والقضاء على الفساد”.

وركزت الوقفة على سلمية الحراك من خلال الهتافات والكلمات التي ألقيت، والأهازيج التي رددها المحتجون.

كما ركزت بشكل كبير على أن السويداء جزء من سوريا، في رد على الإشاعات التي أثيرت حول طائفية الحراك الشعبي، من قبل الذين استغلوا رفع بعض المحتجين راية تمثل طائفة المسلمين الموحدين الدروز.

تجدد الدعوة للاحتجاج

جاءت الدعوة لتجديد الاحتجاجات حسب المنظمين، للتأكيد على أن مهلة الاستجابة لمطالبهم ليست مفتوحة، بل هي تعبير عن حسن النوايا، والتأكيد على عدم تسييس الحراك، والتصدي لمحاولات حرفه عن مطالبه ذات البعد الاقتصادي والمعيشي كما بينته هتافاتهم ولافتاتهم التي أكدت على حق جميع السوريين بالعيش الكريم في وطنهم، وتفويت الفرص على محاولات استغلال حراكهم المتعددة، وعدم رغبتهم بأي صدام مع الأجهزة الأمنية.

لكن عدم تجاوب السلطات مع المحتجين، والالتفاف على مطالبهم من خلال خلق حجج واهية متعلقة بالرايات المرفوعة، والعمل على تضخيم الحالات الفردية، ومحاولات التشويه العديدة التي تعرض لها التحرك، جعل الكثرين من الذين تريثوا بدعمه يدعون لتجديده.

وتواصلت شرائح مجتمعية جديدة مع المنظمين لدفعهم إلى التحرك من جديد، وأعلنت عن استعدادها للمشاركة فيه.

وفيما يتعلق بالتخوف من التعزيزات الأمنية المكثفة، قال أحد المنظمين إن هذه التعزيزات وصلت من قبل ولم تمنع الناس من الاحتجاج، ولن تستطيع منعهم الآن.

فزّاعة داعش

‏عادت إلى الواجهة شائعات عن خطر محتمل من تنظيم داعش الإرهابي على السويداء، بعد جولة بعض قيادات التعزيزات الأمنية في بعض القرى الشرقية المتاخمة للبادية.

والتقى ممثلون عنها مع بعض الوجهاء في المنطقة لإبلاغهم بأن سبب الجولة هو وجود مخاوف من تجدد نشاط خلايا تنظيم داعش الإرهابي في البادية، واحتمال نشر نقاط عسكرية في المنطقة من أجل “حماية السكان من خطر داعش”.

وهو ما أثار ريبة أهالي المنطقة بسبب ظهور مخاوف الأجهزة الأمنية في الوقت الذي تشهد فيه المحافظة حراكاً احتجاجياً مطلبياً، بيمنا ينتشر الجيش السوري في مساحات واسعة من بادية السويداء منذ طرد تنظيم داعش أواخر عام 2018.

وثيقة مريبة تعود للواجهة

‏بعد شهرين على تداول وثيقة عهد وميثاق شرف بعنوان “قتيل العار لا دية ولا ثار” التي دعت عائلات السويداء لرفع الغطاء عن المتورطين بالجرائم وهدر دمائهم، عادت الورقة إلى الواجهة في الأيام الماضية مع بعض التعديلات عليها، وجرى تعميمها على مناطق مختلفة بالمحافظة  بالتزامن مع قدوم التعزيزات الأمنية.

وطالبت الوثيقة التي تم تداولها تزامناً مع الأحداث والتوترات الأمنية التي شهدتها السويداء أواخر العام الماضي، “الجهات المختصة” بإيقاع أقصى العقوبات على المجرمين، وأشارت إلى أنها تهدف لرفع المظالم ومنع استفحال الجريمة ومؤازرة القانون والسلطة القضائية.

وتسببت عودة انتشارها في هذا الوقت بتشكيك الكثيرين بهذه بالوثيقة التي لم تذكر من طرحها، ومن سيوقع عليها ليمنحها الشرعية والحق بالإفتاء بسفك دماء الناس بمجرد تورطهم بأعمال غير قانونية، وعدم تحديدها لـ “الجهات المختصة” التي ستوقع أقصى العقوبات على المجرمين.

وغالباً ما تطلق هذه التسمية على الأجهزة الأمنية والقوى العسكرية، وهي ليست جهات مخولة بمعاقبة الناس، لأن المخول بإصدار الأحكام المناسبة للجرائم المرتكبة هو القضاء دون سواه.