لكل السوريين

ظاهرة الكلاب الشاردة تحتاج لحل

محمد عزو

في فترة زمنية سابقة انتشرت ظاهرة الكلاب الشاردة في الرقة، بحيث أينما ذهبت شاهدتها فأصبح الأمر لا يطاق، وحينها كانت هناك وقفة جادة فطوردت هذه الكلاب، وتم قتلها حتى في محيط المدينة.

اليوم في الرقة ظهرت ظاهرة انتشار الكلاب الضالة والداشرة من جديد، وقد تسببت في إحداث حالة من الذعر في أحياء المدينة، وبين الفينة والأخرى يٌسمع عن حوادث العقر في عدد من أحياء الرقة.

وهنا نشير إلى هذه الظاهرة كي يعلم أبناء مدينتنا الحوراء، ويكونون حذرين لكي يعلم القائمون على أمن هذه المدينة أن نداءاتنا ومطالبنا جدية وصادقة، وألا تذهب هكذا سدى، ودون جدوى، وأن تكون عيون مفاصل القرار ساهرة على سلامة أبنائنا، الذين يذهبون للمدارس ويلتقون يومياً بزمر من هذه الكلاب الشاردة، والخوف الأكبر أن يظهر من بينها كلاب مسعورة قاتلة.

إذن لابد من العمل على تجنب خطر هذه الكلاب الضالة، وإيجاد حل لهذه الظاهرة الخطيرة. وإيجاد حلول لكيفية التعامل معها وفق القانون من خلال تطعيمها أو إيداعها في “مأوى” خاص بها، وإذا ازداد الامر خطورة لابد من قتلها، خاصة أن الطابع السكني لمدينة الرقة سكن عامودي أي طابقي، فوجود كلب في شقة من الشقق يعتبر كارثي والأسباب معروفة ولا تحتاج إلى شرح وإيضاح.

ومن المعروف أن الكلاب في بلادنا أغلبها اليوم كلاب داشرة ليس لها مربي أو من يهتم بها، ومن المعروف أن هناك ما يزيد على 350 سلالة من الكلاب، وكل سلالة لها صفات مختلفة، ويجب الإلمام بفصيلة الكلب خاصة من قبل الذين يربون الكلاب في البيوت، وعليهم أختياره وفق النظام اليومي لمن يمتلكه ويربيه في البيت، كي يكون الاختيار صحيحاً.

إن تربية الكلاب لا تقتصر على فئات اجتماعية معينة، خاصة الفئات الثرية، واليوم نشاهد في مدينة الرقة عكس المتعارف عليه، نجد فيها عائلات شعبية كثيرة تهتم بتربية الكلاب سواء من النوع الأجنبي أو البلدي، وكذلك الامر في قرى الرقة لا يكاد يخلو بيت من البيوت من كلب للحراسة البيتية، او لحراسة الأغنام السرحية، ونجد أن أغلب العائلات التي تربي الكلاب سواءً في المدينة أو القرية، تسلك في تربيتها سلوكاً لا يخلو من الإنسانية في تعاملهم معها، لذلك لا نجدها تعقر أحداً.

لكن ما نراه اليوم في مدينة الرقة ظهور أعداد كبيرة من الكلاب الداشرة، التي ليس لها مربي أو مالك ، والعلم عند الله أن هذه الكلاب تعود إلى فترة الحرب، فهي منذ صغرها أثناء الحرب على داعش، كانت تقتات على جثث الموتى كونها داشرة ولا مربي لها كي يطعمها، وخلال سنوات الحرب واحتلال الجماعات المسلحة للرقة، ونزوح الأهالي من بيوتهم خارج مدينة الرقة، تكاثرت هذه الكلاب واليوم الجراء الصغيرة أصبحت كبيرة، وإذ بنا أمام أعداد كبيرة من هذه الكلاب الشاردة المؤذية، والكثير من أهالي الرقة يرون ويدعون الجميع للقيام بحملة لمطاردة والقضاء على هذه الكلاب الضالة والشاردة وابعادها عن أحياء المدينة، لتجنيب الصغار والكبار خطرها من عقر وغير ذلك، ولكي لا نتخاذل في موضوع يخص صحة وسلامة أبنائنا نأمل من المسؤولين في مدينتنا الاهتمام أكثر بشأن الصحة وسلامة سكان مدينة الرقة، لأننا جميعاً معرضون لمهاجمة هذه الكلاب الضالة لنا ولآبائنا. والشكر الجميل لكل من يدعم هذا الرأي.