لكل السوريين

جهود روسية مكثّفة.. وزيارات متلاحقة لفرض تسويات بالسويداء

السويداء ـ لطفي توفيق

في زيارة روسية ثانية إلى السويداء خلال أسبوع، عاد وفد القوات الروسية إلى المحافظة كما كان متوقعاً، وزار الهيئات الدينية فيها بهدف الاستماع إلى اقتراحاتهم ومطالبهم، وإبلاغهم أن روسيا تعمل على إعداد تسوية لأبناء المحافظة، حسب مصادر الوفد.

وبدأ الوفد جولته بزيارة منزل سماحة الشيخ “حكمت الهجري” في بلدة قنوات، ثم انتقل إلى منزل سماحة الشيخ يوسف جربوع.

وطلب زيارة سماحة الشيخ حمود الحناوي في قرية “سهوة البلاطة” جنوب المحافظة، ولكن الشيخ اعتذر عن استقباله بسبب “ظرف صحي”.

فيما تغيب الأمير لؤي الأطرش، الذي عقد الاجتماع السابق في منزله دون معرفة الأسباب.

وكان من المقرر إجراء اجتماع بين الوفد الروسي وقادة الفروع الأمنية وشخصيات أخرى بفرع أمن الدولة، لطرح التسوية الروسية التي تشمل الفارين والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية والمطلوبين بقضايا أمنية.

التسوية الروسية مجدداً

ذكر مصدر محلي حضر الاجتماعين في السويداء وقنوات، أن الوفد الروسي كرر الطرح الذي قدمه في اجتماعه السابق بـ “دار عرى” قبل أيام، حول إنجاز تسوية للفارين والمتخلفين عن الخدمة والمطلوبين بقضايا أمنية، على غرار التسويات التي أشرفت عليها في درعا.

وأوضح المصدر أن الوفد ادعى أنه يقوم بهذه الزيارات لسماع مطالب ووجهات نظر زعماء المحافظة ومشايخها، لينقلها إلى قيادته، وتحدث عن سعي روسيا لحفظ الاستقرار في المنطقة بالتنسيق مع القيادة السورية.

وحسب مصدر مقرب من القيادة الروسية “تريد موسكو من المفاوضات مع أهالي السويداء تحقيق رؤيتها الهادفة إلى تسوية جميع المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري والتي لا تخص فقط مناطق سيطرة المعارضة المسلحة بل تشمل تسوية أية بؤرة صراع مسلح أو خارجة عن السيطرة المركزية للحكم في دمشق”.

ولفت منسق العلاقات الروسية السورية في محافظة السويداء، الذي رافق الوفد خلال الزيارتين، إلى أن الوفد الروسي غادر السويداء دون أن يعقد اجتماعاً في فرع أمن الدولة كما كان مقرراً، وأشار إلى أن الوفد سيقوم بزيارة أخرى خلال الأيام القادمة لمناقشة بنود التسوية المطروحة.

ماذا تريد موسكو

أكدت وسائل إعلام روسية أن موسكو تسعى لتسوية أوضاع متخلفي الخدمة العسكرية في السويداء، وبينت أن “وفوداً عسكرية روسية زارت المحافظة خلال الأيام القليلة الماضية، لإنجاز مبادرة بالتنسيق مع الدولة السورية والقيادات المحلية، تهدف إلى معالجة أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والعسكريين الفارين الراغبين بمعاودة الالتحاق بالجيش السوري”.

وقدرت هذه الوسائل أعداد المتخلفين عن الخدمة العسكرية من أبناء المحافظة الذين لا يزالون داخل سوريا، بحدود عشرة آلاف متخلف عن الخدمة الإلزامية، ومثلهم من المتخلفين عن الخدمة الاحتياطية.

كما أكد مصدر روسي أن “اللقاءات مع وجهاء المحافظة والفعاليات الاجتماعية والدينية، تأتي ضمن إطار المساعي الروسية لدعم المصالحة في المنطقة الجنوبية، أسوة بما جرى بين بلدة القريا، وبلدة بصرى الشام بريف درعا، وانسحب على إثرها عناصر الفيلق الخامس من الأراضي الزراعية العائدة إلى أهالي بلدة القريا بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة قبل شهرين”.

قلق شعبي

في غضون ذلك تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي ردود فعل أهالي محافظة السويداء على هذه المساعي الروسية، بين مشكك بها، ورافض لها، ومتخوف من محاولات إفراغ المحافظة من شبابها في الوقت الذي ما تزال فيه التهديدات محدقة بها، وخاصة التحركات المستمرة والمريبة للتنظيمات الإرهابية شرق المحافظة التي يتم رصدها بشكل شبه يومي.

في حين ينظر بعض الأهالي إلى هذه المساعي باعتبارها جزءاً من التنافس القائم بين روسيا وإيران للسيطرة على المنطقة.