لكل السوريين

الشتاء المتأخر أثّر على إنتاج اللوزيات في اللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي 

شتاء هذا العام تأخّر قليلاً، وكمية الأمطار كانت قليلة، وبالتالي أثّر ذلك على كثير من النباتات والأشجار ومن تلك الأشجار كانت اللوزيات، حيث تضاءل الإنتاج بشكل ملحوظ في بساتين محافظة اللاذقية، كما هو الحال في طرطوس، فلم يشهد السوق تلك الكميات الكبيرة كما العام الفائت من اللوز الأخضر والتي تختلف مسمياته بين العوجا والعقابية.

ففي العيسوية وأم الطيور والتي تشتهران بزراعته كان المحصول دون ما كان متوقعاً، حيث ذكر رئيس الوحدة الفلاحية في العيسوية أن “موسم هذا العام شهد تدنيا في الإنتاج حيث لا يتجاوز ٣٥% مقارنة بالعام الفائت”، مشيراً إلى أن تأخر شتاء هذا العام كان عاملاً رئيسياً في عدم عقد الحب وأضاف أن الشجر يحتاج أسمدة وهو لم يكن متوفراً، مبيناً أن الأسمدة التي يحتاجها اللوز من نوع ٤٦ مركب يوريا وكما لفت أن حريق العام المنصرم أتى على بعض الأشجار وهذا كله ساهم في قلة الإنتاج.

المهندس الزراعي رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة اللاذقية، بيّن بقوله أن “خللاً فيزيولوجياً أصاب أشجار اللوز أثّر عليها ولهذا لم تعطِ كما كان متوقعاً حيث أن اللوز يعتبر محصولاً باكورياً يستلزم ظرفاً بيئياً معيناً، بارداً نوعاً ما، ويميل أحياناً للاعتدال، وشتاء هذا العام كان دافئاً ومتأخراً، وقليل الأمطار وشجر اللوز يتطلب ساعات برودة كافية حتى تزهر الشجرة وبالتالي ليكون الإزهار جيداً”.

ويضيف “يتم العقد كما هو مطلوب وهذا العام لم تكن ساعات البرودة بالحد المطلوب حيث يحتاج اللوز للمناخ البارد من أجل كسر طور سكون البراعم وتشكل الأزهار ونتيجة لما ذكر تغير الوضع وجاء الحمل قليلاً، مبيناً أن منطقة الساحل لا تملك المساحات الواسعة من كروم اللوز وتنتشر المساحات المزروعة في خطوط تمتد على تخوم الأراضي وهي ليست بتلك المساحات الواسعة”.

ووصل عدد غراس اللوز التي تم بيعها للمزارعين إلى ٣٠٠٠غرسة، وبلغ سعر الغرسة ٦٠٠ ليرة سورية، حسب ما ذكر رئيس مركز الساحل لتوزيع الغراس منذر قريطم.

وأشار قريطم إلى أنه لا يوجد إقبال على شراء وزراعة غراس اللوز، مبيناً أن الأوقات المناسبة لزراعة غراس اللوز تبدأ من تشرين أول لتمد حتى ١٥ آذار شريطة توفر ظروف مناخية باردة تميل للاعتدال، وذلك يكون قبل بداية النمو النباتي حيث أنه بهذه الفترة تتحمل الجذور صدمة الانتقال من المشتل إلى الحقل لافتاً أن الشجرة تحتاج خمس سنوات حتى تثمر.

واللوز نبات معمر متوسط الحجم، وزراعته تعتمد على المناخ ونوع التربة وتوفير المياه له على قدر حاجة النبات من الماء واستخدام السماد، وهذا يتضافر كله مع المهارات الزراعية للحصول على إنتاج ومحصول جيدين.

وتعد مناطق الساحل السوري الأكثر زراعة للوزيات، إلا أن انتاجها قلّ بشكل كبير هذا العام، حيث لعب قلة منسوب الأمطار دورا كبيرا في ذلك.