لكل السوريين

قلعة الحصن.. حصن سوري على أنقاض قلعة فرعونية

قلعة الحصن في محافظة حمص السّورية من أروع ما ابتدعته فنون العمارة العسكرية. وهي أكبر القلاع التي أقامها الصليبيون في سوريا، وواحدة من الأمثلة القليلة الباقية على العمارة الحربية الصليبية. وهي قلعة تقع ضمن سلاسل جبال الساحل السوري ضمن محافظة حمص وتبعد عن مدينة حمص 60 كم.

وهي تقع بالقرب من حمص – تلكلخ  في المنطقة المعروفة باسم «وادي النضارة» (أو وادي النصارى) في شمال غربي سوريا بين مدينتي حمص وطرطوس.

أقامها الصليبيون فوق موقع حصن عربي قديم، وسيطروا عليها في الفترة بين عامي 1142 و1271، ثم حررها المماليك بقيادة الظاهر بيبرس.

وهي تعتبر من أجمل قلاع العالم الأثرية، وقيل أن إقامتها كان فوق أطلال قلعة أقدم منها كان اسمها «شبتون» أقامها الفراعنة عندما هاجموا سورية بقيادة رمسيس الثاني في القرن الخامس عشر قبل الميلاد.

وأول إشارة تاريخية للقلعة الحالية تؤكّد أن أمير حمص شبل الدولة المرداسية نصر بن صالح المرداسي وضع أساساتها عام 1031م أثناء صراعه مع الفرنجة، ومنذ ذلك الحين شغلتها حامية كردية فسميت حصن الأكراد نسبة إليهم، كما عُرفت أيضاً باسم حصن السفح.

تأسيس القلعة:

يعود تأسيس القلعة إلى حصن صغير شيده شبل الدولة نصر بن صالح بن مرداس، صاحب حلب إبان عصر الدولة المرداسية بشمال سوريا عام 1031.

الهدف من بناء القلعة:

بنيت القلعة لحماية طريق القوافل التجارية الآتية من ساحل بلاد الشام إلى الداخل السوري. وأسكن المرداسيون قوما من الأكراد فيها، كلفوا حماية الطريق، وبالتالي اشتهرت القلعة بعدة أسماء منها «قلعة الحصن» و«حصن الأكراد» و«الكرك» الذي اشتقت منه التسمية الصليبية للقلعة Krak des Chevaliers.

وبعد انطلاق حملات الفرنجة (الصليبية) في بداية القرن الحادي عشر الميلادي، استولى ريمون دي سانجيل عام 1099 على الحصن ونهب محيطه من قرى ومزارع قبل أن يسترجعه منه أمير حمص عام 1102م. ومن ثم تبودلت السيطرة على هذا المعلم المعماري عبر السنين.

تعدّ القلعة من أفضل التحصينات الفرنجية في الشرق وأكثرها حفظاً، وتتألف من قلعتين متحدتي المركز، الخارجية منهما يحيط بها سور دفاعي مقوى بأبراج نصف دائرية. وتتألف القلعة الداخلية العلوية من أبراج ضخمة تشرف على القلعة الخارجية من فوق المنحدر الذي بُنيت عليه.

مساحة القلعة:

وعام 1157 بعد أعمال توسعة وترميم في عهد الفرسان الإسبتارية، باتت القلعة، التي تبلغ اليوم مساحتها الإجمالية نحو 30000 متر مربع، وترتفع عن سطح البحر نحو 750م، من أجمل القلاع العسكرية في الشرق. ولقد فرض الفرنسيون شراءها من الحكومة السورية، إبان فترة الانتداب، ورمموها بغية إبقائها ملكا للحكومة الفرنسية. وعام 2006م أدرجت

القلعة على لائحة «اليونيسكو» للتراث العالمي.

وتبلغ المسافة الفاصلة بين القلعة والبحر زهاء 35 كيلومترًا تقريبًا من خطّ النظر.

أهمية القلعة:

تحتلّ قلعة الحصن موقعًا استراتيجيًا مُهمًا فوق جبل ارتفاعه 750 مترًا عن سطح البحر وعلى بعد60 كيلو مترًا غرب مدينة حمص في منتصف الطريق بين حمص وطرابلس.

ونظرًا للأهمية التاريخية والعمرانية للحصن فقد اعتبرتها منظمة اليونسكو قلعة تاريخية هامة لاحتوائها على تراثٍ إنساني عظيم وفي عام 2006 مـ سجلت القلعة على لائحة التراث العالمي إلى جانب قلعة صلاح الدين الأيوبي (4)

أسماء القلعة:

1- حصن الأكراد

2- حصن السفح أو الصفح

3- الكرك.

4- حصن الفرسان

منظور للقلعة:

قلعة الحصن تقع جنوب شعاب جبال النصيرية في وسط سوريا وتربض في موقع فوق ذروة مرتفعة تزيد عن 2100 قدم, وهي على اتصال بالنظر مع (القصر الأبيض) برج صافيتا.

وتشرف على محور “حمص-طرابلس” أهم المحاور بين الداخل والساحل السوري وأكبرها، ورممت القلعة جزئيا في الأعوام الأخيرة وهي واحدة من أفضل نماذج التحصينات الفرنجية في المشرق حيث توجد قناة مائية قدت في الصخر وتعزل القلعة عن الجرف الممتد باتجاه الجنوب وتتألف من حلقتين متحدتي المركز من التحصينات وموصولتين بمدخل طويل منحدر والحلقة الخارجية مضلعة إهليلجية الشكل تتألف من سور يحوي عددا من الشرفات الدفاعية ومقواة بحصون بارزة نصف دائرية.

يحرس البوابة الثانوية الصغيرة في الواجهة الشمالية حصنان بارزان ملاصقان لهما تماما ، أما الواجهة الشرقية فقد عدلت كثيرا تحت الحكم العربي ويحرس هذا الجناح ثلاث حصون بارزة مستطيلة الشكل صغيرة يحوي إحداها المدخل الرئيسي أما القطاع الذي تعرض لأكبر تعديل على يد العرب المسلمين فهو الواجهة الجنوبية الدفاعية للقلعة وبالأصل كانت مؤلفة من سور واق تحميه حصون بارزة نصف دائرية وشرفة مقواة متواصلة ولكنها عززت بعد عام 1285 م ببرج السلطان قلاوون ويحوي البرج الدائري في الزاوية الجنوبية غرفة حسنة التجهيز تعرف باسم “مأوى السيد”. (5)

مخطط القلعة:

  • تمتاز القلعة بلون حجارتها الكلسية التي كانت تجلب من مسافة 4 كم من بلدة مجاورة تدعى عمار الحصن وميزة الحجر الكلسي أنه طيع أثناء النحت وخفيف الوزن.
  • تبلغ المساحة الإجمالية للقلعة حوالي / 30000 م٢ / وترتفع القلعة عن سطح البحر حوالي/ 750 م / تتألف القلعة من حصنين.
  • الحصن الداخلي: هو قلعة قائمة بذاتها يحيط بها خندق يفصلها عن السور الخارجي، ولها بوابة رئيسية تتصل بباب القلعة الخارجي بواسطة دهليز طويل ينحدر تدريجيًا حتى الباب مؤلفًا منعطفًا دفاعيًا في منتصفه.

ولهذا الحصن ثلاثة أبواب مفتوحة على الخندق، ويمتاز بأبراجه العالية. ويتألف من طابقين. الأرضي ويضم فسحة سماوية تحيط بها الأقبية والعنابر وقاعة الاجتماعات، والكنسية والمطعم والحجرات والمعاصر. والعلوي ويحتوي على أسطح مكشوفة ومهاجع وأبراج.

أما الخندق المحيط به فمحفور في الصخر، سلطت عليه أقنية تحمل إليه مياه الأمطار.

  • السور الداخلي للقلعة يتألف من خمسة أبراج دفاعية وحامية للسور الداخلي, وهناك خندق مائي يفصل بين السورين الداخلي والخارجي يبلغ طوله قرابة / 70 م.
  • الحصن الخارجي: هو السور الخارجي للقلعة وهو حصن قائم بذاته، يتألف من عدة طوابق. فيه القاعات والإصطبلات والمستودعات وغرف الجلوس. مزود بـ13 برجًا بعضها دائري وبعضها مربع أو مستطيل، وهو محاط بخندق.
  • السور الخارجي للقلعة يتألف من ثلاثة عشر برجاً دفاعياً وحامية للسور الداخلي.(5)

أهم قاعات قلعة الحصن:

  • قاعة الفرسان المتميزة بالفن القوطي.
  • الكنيسة التي تم تحويلها في العهود الإسلامية إلى مسجد.
  • المخازن التي تخزن فيها المؤونة للجنود ويوجد فرن دائري الشكل لصناعة الخبز.
  • مهاجع نوم الجنود.
  • المسرح وهو ذي شكل دائري.
  • الأبراج العلوية وفيها برج قائد الفرسان وبرج قائد القلعة وهو البرج الوحيد المبني على شكل دائري.
  • برج بنت الملك وهو الآن مستثمر كاستراحة ومطعم للسياح.
  • قاعة الحرس المملوكي.

وتعد مع قلعة صلاح الدين القريبة منها واحدة من أهم القلاع الصليبية الأثرية في العالم، حسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوموالثقافة (يونيسكو).

 

وأدرجت قلعة الحصن على لائحة التراث العالمي في العام 2006، وهي واحدة من ستة مواقع سورية مدرجة على هذه اللائحة، أبرزها المدينة القديمة في دمشق وحلب وآثار تدمر.

وفي وقت سابق، أدرجت المنظمة الدولية المواقع الستة على لائحة التراث المهدد، في خطوة عكستالمخاوف المتزايدة من تعرضها للدمار جراء النزاع المتواصل في البلاد منذ منتصف مارس/آذار 2011.