لكل السوريين

بشكل غير مسبق.. أسعار الخضار ترتفع في دمشق

دمشق/ مرجانة إسماعيل

وتستمر التحديات المعيشية التي يواجهها السوريون بإلقاء ظلالها عليهم رغم تحسن قدرتهم الشرائية مقارنة بالعام الماضي، بعد ارتفاع سعر صرف الليرة مقابل العملات الأجنبية أخيراً.

لكن رواتب السوريين لا تزال غير كافية لسد احتياجاتهم، بينما يواجه كثيرون صعوبة في الحصول على النقد، نظرا لاتباع المصرف المركزي سياسة حبس السيولة التي تؤخر وتجزّئ عملية دفع الرواتب، في حين لا يزال آلاف الموظفين الحكوميين الذين سُرّحوا من وظائفهم أخيراً من دون عمل.

ويترقّب موظفون في القطاع العام في سوريا، الذين يبلغ متوسط رواتبهم نحو 325 ألف ليرة (32 دولاراً)، تنفيذ تعهد مسؤولي سلطة دمشق، في كانون الثاني الماضي، بزيادة الرواتب بنسبة 400%.

وارتفعت أسعار الخضر بشكل كبير في أسواق دمشق تزامناً مع شهر رمضان، وسط شكاوى متزايدة من الأهالي بشأن عدم قدرتهم على شراء هذه الخضراوات التي كانت تُعد من أرخص مكونات المائدة السورية.

وسجّل كيلو الفول الأخضر سعراً غير مسبوق، حيث بلغ 15 ألف ليرة، متفوقاً على أسعار بعض أنواع اللحوم، في حين تراوح سعر كيلو البندورة بين 5 و6 آلاف ليرة، والخيار بين 9 و10 آلاف، والكوسا عند 12 ألفاً، أما البطاطا فتراوح سعرها بين 5 و6 آلاف، والجزر بين 4 و5 آلاف ليرة للكيلو الواحد.

وقالت إحدى السيدات إن كلفة تحضير وجبة فول أخضر باتت توازي ثمن طبق يحتوي على اللحم، مضيفة: “هل يُعقل أن تتحول الخضر المزروعة محلياً إلى سلعة بعيدة عن متناول الناس؟”.

من جهته، اعتبر عضو لجنة الخضر والفواكه في سوق الهال بدمشق، محمد عقاد، أن الأسعار الحالية “ليست مرتفعة بشكل كبير”، مشيراً إلى أن سبب غلاء بعض الأصناف، ومنها الفول الأخضر، يعود إلى ارتفاع تكاليف الزراعة وبداية موسم الإنتاج.

وتوقّع عقاد أن تنخفض الأسعار خلال الأيام المقبلة مع دخول ذروة الإنتاج، مؤكداً أن السوق المحلية لا تعاني من نقص في الكميات المتوفرة، وأن الإنتاج المحلي كافٍ لتلبية احتياجات المستهلكين.

وسبق أن أفاد خبير اقتصادي بأن كلفة الغذاء للأسرة السورية في رمضان تقارب 2.8 مليون ليرة، وذلك رغم انخفاض تكاليف المعيشة للأسرة السورية المكونة من خمسة أشخاص بنسبة 30% مقارنةً بالفترة التي سبقت سقوط النظام المخلوع.

ووفقاً لما أكده مختصون اقتصاديون، بلغت المصاريف الشهرية للأسرة قبل التغيرات الأخيرة نحو 13 مليون ليرة سورية، إلا أنها تراجعت إلى نحو 7 ملايين ليرة حالياً، مما انعكس على الواقع الاقتصادي والمعيشي.

وبعض الاقتصاديين يفسر ارتفاع الأسعار في رمضان بأن هذا الشهر يحمل طقوساً استهلاكية خاصة تزيد من الطلب على السلع الغذائية والاستهلاكية بشكل عام. إذ أن كلفة الغذاء للأسرة السورية في رمضان تُقدَّر وسطياً بنحو 2.8 مليون ليرة شهرياً، أي ما يعادل 100 ألف ليرة يومياً، وهو ما يشكّل 80% من الدخل التصرفي للأسرة، نظراً للأوضاع الاقتصادية الراهنة.

يأتي ذلك في ظل استمرار التحديات الاقتصادية التي تواجه السوريين، حيث يبقى تأمين الاحتياجات الأساسية في رمضان عبئاً إضافياً، رغم انخفاض الأسعار مقارنةً بالفترات السابقة.

وفي أحدث تصريح، قال رئيس لجنة سوق الهال محمد العقاد: إن كمية الخضار والفواكه والحمضيات المصدرة إلى دول الخليج بلغت 272.500ألف طن خلال الشهرين الماضيين.

وأوضح خلال حديثه لإحدى الصحف المحلية، أن السعودية كانت في مقدمة دول الخليج المستوردة للمنتجات الزراعية السورية، تلتها الكويت، ثم الإمارات وقطر.

وأشار إلى أن الخضار والفواكه المحلية متوفرة وبأسعار منافسة، وهي قادمة إلى سوق الهال من المدن الساحلية أو مستوردة من دول الأردن ومصر، معتبراً أن عملية فتح التصدير حققت منافسة وتوفر المنتجات الزراعية، وحدت من الاستغلال في رفع الأسعار.