دمشق/ مرجانة إسماعيل
شهدت أجور وتكاليف إصلاح السيارات في سوريا ارتفاعاً كبيراً في الأسعار مؤخراً، لا سيما مع غياب الرقابة التموينية عن الورشات، ما أدى إلى وصول تكاليف إصلاح بعض الأعطال إلى ملايين الليرات السورية.
ويتراوح سعر أصغر عملية إصلاح في دمشق، بين 25 إلى 45 ألف ليرة تبعاً لنوع السيارة. وتبدأ عملية تبديل “البواجي” من 75 ألفاً وتصل إلى 85 ألفاً، في حين يكلف التعامل مع أي “خدش” في السيارة مبلغاً يتراوح بين 400 إلى 800 ألف ليرة، بينما يبدأ سعر “البخ” من 100 ألف ويصل إلى نصف مليون ليرة سورية.
ويبدأ سعر إصلاح أصغر عطل في آلية القيادة (الدوزان) من 50 ألف ليرة، وأصغر عطل في الكهرباء يُكلف 75 ألف ليرة، أما أصغر إصلاح في الحدادة فيكلف 150 ألف ليرة، وحدادة السيارة كاملة تبدأ من 3 ملايين ليرة، أما أرخص عملية تنزيل محرك فتبدأ من 4 ملايين ليرة.
وشكلت أسعار قطع الغيار وتكاليف صيانة السيارات الحديثة صدمة لمن اقتناها، فقد تفاجأ الناس بأسعار القطع الباهظة والتي لا تعتبر من وجهة نظرهم متناسبة مع سعر السيارة نفسها، خاصة وأن أسعار السيارات انخفضت كثيراً مؤخراً.
وشهدت أسعار السيارات في سوق العاصمة دمشق، انخفاضاً بنسبة تجاوزت 70% عما كانت عليه في زمن النظام المخلوع، الأمر الذي سبب خسارة لكثير من التجار، في حين أتاح الفرصة أمام بعضهم لاقتناء سيارات كانت بمنزلة الحلم بالنسبة لهم.
بالمقابل، لم تنخفض تكاليف صيانة السيارات رغم انخفاض أسعارها، الأمر الذي يجده الناس غير متكافئ، فصيانة أي قطعة في السيارة قد تصل لأكثر من مئة دولار، وهناك قطع في السيارات أسعارها تصل نحو ألف دولار، كما قال بعض العاملين بمجال الصيانة، وخاصة لقطع السيارات الحديثة التي لم تكن متوافرة بدمشق سابقاً.
وقال عاملون في مجال صيانة السيارات، إن هذا الانفتاح السريع في سوق السيارات لم يكن إيجابياً بالمطلق، لأن عدداً كبيراً من المركبات التي جاءت سواء من الشمال السوري أو من الخارج ليس لها قطع صيانة بدمشق، كما أنه ليس لديهم معرفة متكاملة بأعطالها ومشكلاتها وتحديداً تلك التي تعمل على المازوت بدلا عن البنزين.
جزء مهم من ارتفاع كلف صيانة السيارات، يعود أجوراً للميكانيكي وقد يحصل الميكانيكي على أجر أكثر من سعر القطعة، إذ أن انخفاض سعر السيارات والدولار لم ينعكس على الأجر الذي يدفعه للعامل وبالتالي لا يمكن أن تقل كلفة الصيانة.
وتراجعت حركة البيع والشراء عما كانت عليه بداية فتح الطريق عقب سقوط النظام السابق، فالزبائن تنتظر مديريات النقل لتعاود عملها لإجراء عمليات البيع والشراء بشكل كامل، كما أن الكثير من السيارات مجهولة السجل ولا يمكن شراؤها دون التحقق من سجلها تاريخها وإن كانت عليها مشاكل أو حجوزات وما شابه.
ومع توافد أعداد كبيرة من مناطق الشمال السوري، انكسرت حالة الاحتكار التي كان يمارسها تجار السيارات في دمشق، ما أدى لانهيار الأسعار، فمثلاً سيارة من نوع كيا فورتي كانت تباع بسعر يصل إلى 400 مليون ليرة أما حالياً تعرض بسعر وسطي 8-9 آلاف دولار (أي 80-90 مليون ليرة سورية)، وكذلك سيارة كيا ريو التي كانت تعرض بسعر 250 مليون ليرة، بات سعرها لا يتجاوز 7 آلاف دولار أو أقل.