السويداء/ لطفي توفيق
شكل عشرات الناشطين في السويداء حركة سياسية جديدة تلامس طروحاتها هموم معظم السوريين، بمختلف أطيافهم على كامل الساحة السورية، وتعتبر الأولى من نوعها بالمحافظة، من حيث اقتصار عضويتها على عنصر الشباب.
وضمت عشرات الشباب والشابات من الناشطين على الصعيد السياسي والاجتماعي في مختلف أنحاء المحافظة ممن يؤمنون بأن الحل في سوريا يبدأ بالإحاطة بالواقع السوري بشكل منهجي ودقيق، للبدء بتفعيل الحياة السياسية في البلاد على أسس سليمة.
وحدد المؤسسون أهداف الحركة بتفعيل الحياة السياسية للمساعدة على خروج سوريا من الأزمات المتعددة التي تعصف بها.
وأطلقوا على حركتهم اسم: الحركة السياسية الشبابية، وخصصوا صفحة على الفيس بوك لطرح افكارهم ورؤيتهم.
ومن الملفت أنهم يعملون بإمكانيات مادية شبه معدومة، ولا يقبلون أي مساعدة مالية من إي جهة أو فرد وذلك “لحذرنا من المال السياسي وتبعاته، وعمله على صناعة مشاريع مرتبطة به”، كما جاء على لسان أحد مؤسسي الحركة.
دوافع تشكيل الحركة
عن أسباب تشكيل الحركة وآلية عملها، يقول أحد المؤسسين: إن المجتمع يعاني من غياب الهويات السياسية والمجموعات المنظمة ذات الفكر التغييري، أمام كثرة الفصائل ومنظمات المجتمع المدني.
ويرى أن هذا الغياب الممنهج يهدف إلى الإبقاء على الفراغ السياسي في البلاد، لتبقى بدون مشروع استراتيجي، وتستمر “مشاريع مرتبطة بالقوة وإنفاق المال فقط”.
ومع ذلك فالحركة لا تحدد موقفاً نهائياً من جميع المنظمات والفصائل، إنما تتحدث عن الحالة الراهنة، وتعتبر أن التواصل والتنسيق مع مجموعات ذات رؤى سياسية واضحة وصريحة هو حاجة ماسة للمجتمع.
وترى الحركة الشبابية أن أساس الصراع في سوريا، يتلخص في عدة محاور، أهمها عدم استقلال القضاء والهيمنة الأمنية، إضافة لغياب دولة القانون، وغياب العدالة الاجتماعية في سياسة الدولة الاقتصادية، وتغييب الحياة السياسية وممارساتها التنظيمية في البلاد.
أهداف الحركة
تتلخص بالسعي للوصول إلى دولة ديموقراطية مدنية مستقلة ليبرالية، ذات نظام برلماني. وتعتبر أنه يجب على السوريين استغلال موقع بلادهم الحضاري والجغرافي، والاستفادة من التنوع الإقليمي والثقافي، وذلك من خلال حرية التفكير والتعبير والإبداع.
كما تعتبر التنوع المذهبي والطائفي والعرقي يغني التراث اللامادي السوري، مع التأكيد على حق كل مكون بتشكيل جماعات ضغط، تعبر عن مصالحها وتحققها من خلال البرلمان.
يذكر أن محافظة السويداء تتميز بوجود حراك مدني متجذر ومتصاعد، ومتنوع في أساليب وأشكال عمله، يتراجع نشاطه أحياناً، ويتجدد بين الحين والأخر، ولكنه يهدف دائماً إلى بناء وطن حر ومستقل لجميع السوريين دون أي استثناء أو تهميش.