اختارت حركة حماس رئيسها في قطاع غزة يحيى السنوار، ليكون رئيساً لمكتبها السياسي خلفاً للراحل إسماعيل هنية الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران.
وقالت الحركة في بيان مقتضب “تعلن حركة المقاومة الإسلامية عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً للقائد الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله”.
وقالت في بيان آخر إن اختيار السنوار جاء “بعد مشاورات ومداولات معمقة وموسعة في مؤسسات الحركة القيادية”.
ولاقى اختيار السنوار لقيادة حركة حماس ترحيباً واسعاً في الدول العربية والإسلامية، واستياء كبيراً في إسرائيل التي تعتبر السنوار مهندس عملية طوفان الأقصى التي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية، وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، فأعلنت أن تصفيته أحد الأهداف الرئيسية لحربها الحالية على غزة.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إن “تعيين القاتل السنوار زعيماً لحماس هو سبب آخر للقضاء عليه، ومحو ذكر هذه المنظمة من على وجه الأرض”.
كما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن تعيين السنوار رئيساً لحركة حماس “رسالة لإسرائيل بأنه حي، وأن قيادة حماس في غزة قوية وقائمة وستبقى”.
ومن جانبه، قال محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” آفي يسخاروف إن “حماس اختارت أخطر شخص لقيادتها”.
ردود فعل فلسطينية
أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثقتها في “قدرة الإخوة في حماس على تجاوز المحنة والمصاب الجلل باستشهاد القائد إسماعيل هنية، ومواصلة مسيرته ومسيرة كل الشهداء القادة”.
وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب “إن قرار اختيار السنوار رد منطقي ومتوقع على اغتيال الشهيد إسماعيل هنية”.
وبدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان “إن نجاح حركة حماس في إجراء مشاورات داخلية وملء الفراغ في رئاسة المكتب السياسي بعد اغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية، رحمه الله، بهذا المستوى من السرعة، ورغم كل الحرب عليها، هو رسالة قوية للعدو الصهيوني بأن حركة حماس لا تزال قوية ومتماسكة، وبأن العدو لم ينل من هيكليتها رغم حرب الإبادة”.
وأعربت الحركة عن تمنياتها بالتوفيق للسنوار وحركة حماس في “المضي قدماً نحو تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة ودحر الاحتلال”.
من جهتها، قالت لجان المقاومة الفلسطينية إن اختيار السنوار “صفعة كبيرة للمخططات الخبيثة للعدو، ورد على اغتيال القائد هنية”.
وأضافت اللجان “ستبقى المقاومة وفي مقدمتها حماس وفية لدماء الشهداء وعنواناً للتمسك بحقوقنا وثوابتنا”.
دلالات ورسائل
جاء اختيار السنوار لتولي قيادة حماس رداً قوياً على التعنت الإسرائيلي، حيث يعتبر من أكثر
عناصر حماس حدة تجاه الاحتلال، “وأشدها عناداً وأقواها مراساً” وفق الإعلام الإسرائيلي.
وأكدت الحركة أن قرار استخلاف السنوار على المكتب السياسي بعد هنية اتخذ بالإجماع، وهو ما خيب الآمال الإسرائيلية بإحداث شرخ بين قيادات الحركة الأكثر إثارة لغضب إسرائيل، وأسقط محاولات دق الإسفين التي راهنت عليها تل أبيب.
كما شكّل اختيار السنوار استمراراً لرمزية الطوفان، حيث ارتبط اسمه بشكل خاص، بطوفان الأقصى، وتأكيداً على استمرار الحركة في خيار المواجهة العسكرية، رغم مضي عشرة أشهر من الحرب المتواصلة على القطاع، وأعاد القيادة السياسية إلى الميدان، بعد أن ظلت لسنوات بيد القيادات في الخارج.
وأكد أن الأولوية الحالية لمواجهة العدوان عسكرياً، بالتزامن مع مسار التفاوض الذي وصل إلى طريق مسدود بفعل تعنت نتنياهو، ورفضه المستمر لإنهاء الحرب وتقديم أي تنازلات.
وكان اغتيال إسماعيل هنية قد نسف فرص التفاوض التي كانت متاحة، وأصبح الصوت الأعلى للميدان، وبوصول السنوار إلى رئاسة المكتب السياسي للحركة ستتقلص هذه الفرص، رغم أن فريق التفاوض الذي كان في عهد هنية سيستمر كما كان، حسب مصادر فلسطينية.