لكل السوريين

أعمال شغب وعنف في بريطانيا.. من أشعل نار الفتنة فيها

اندلعت أعمال شغب عنيفة بعد حادث طعن قتلت خلاله ثلاث فتيات في مدرسة للرقص بمدينة ساوثبورت، وأصيب أطفال وبالغون بجروح خطيرة.

وقبل أن تكشف السلطات عن اسم المتهم القاصر من مدينة كارديف، انتشرت على العديد من مواقع التواصل الاجتماعي أخبار تزعم أن الفاعل لاجئ مسلم وصل إلى بريطانيا على متن القوارب غير الشرعية، وحرّضت هذه المنشورات أنصار اليمين المتطرف على التحرك، فاحتشدوا في عدد من المدن مرددين شعارات معادية للمسلمين وللمهاجرين.

وهاجمت مجموعات منهم المساجد والفنادق التي تؤوي طالبي اللجوء، في العديد من المدن البريطانية وأضرموا النار فيها.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور فيديو لمجموعة من المتطرفين في مدينة هال، شمال شرقي إنجلترا، وهم يهاجمون سيارة يقودها رجل من أصول آسيوية، ويرددون شعارات عنصرية.

وفي مدينة بلفاست، عاصمة أيرلندا الشمالية، استهدفت مجموعة من المتطرفين مسلمين وطالبي اللجوء، وأضرمت النيران في مكتبة في منطقة “والتون” وتم اقتحام المتاجر وإشعال النار في صناديق القمامة، وحاول مثيرو الشغب منع رجال الإطفاء من إخمادها، حسب شرطة بلفاست.

كما سجلت أعمال شغب في لندن ومانشستر وهارتبول وليفربول وبلاكبول ونوتنغهام وبريستول وساندرلاند وميدلسبره وبرمنغهام.

اتهام روسيا

في أعقاب هذه الأحداث، وجه ناشطون ومراقبون وسياسيون أصابع الاتهام إلى روسيا بتدبير حملة تضليل واسعة كانت وراء إطلاق معلومة مغلوطة على موقع إلكتروني غامض، مما أدى إلى أعمال شغب واسعة النطاق.

ونقلت صحيفة إندبندنت البريطانية عن وزير الأمن السابق، ستيفن ماكبارتلاند، قوله “إن روسيا قد تكون وراء حملة تضليل على وسائل التواصل الاجتماعي أدت إلى المشاهد المروعة في ساوثبورت، حيث قام المتظاهرون بأعمال شغب”.

وقال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية السابق، ستيفن ماكبارتلاند، لصحيفة التليغراف، “إن الموقع المشبوه الذي نشر ادعاء كاذباً عن هوية الجاني كان مثالاً على الحرب الرمادية التي يشنها فلاديمير بوتين”.

ولكن “مركز الصحافة الاستقصائية” وهو منظمة أهلية بريطانية، قال “ليس هناك ما يؤكد تماماً أن روسيا تقف وراء هذا الموقع”، وقال إن علاقات الموقع الذي روّج للمعلومات المضللة مع روسيا، ليست واضحة.

وأشار إلى أن وسائل الإعلام الحكومية الروسية نشرت المعلومات المضللة مثلما فعل العديد من المعلقين البريطانيين.

مكافحة زرع الكراهية

تعهد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بتقديم “الدعم الكامل لقوات الشرطة، لاتخاذ إجراءات ضد المتطرفين الذين يحاولون زرع الكراهية”.

وفي اجتماع لوزراء الحكومة، قال المتحدث باسه “إن رئيس الوزراء أبلغ الحاضرين أن الحق في حرية التعبير، والاضطراب العنيف الذي شهدناه، هما شيئيان مختلفان للغاية”.

وأضاف لا يوجد مبرر للعنف من أي نوع، وأكد أن “الحكومة تدعم الشرطة لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة شوارعنا”.

وحذرت وزارة الداخلية البريطانية من أن “أي شخص يشارك في اضطرابات غير مقبولة سيواجه السجن وحظر السفر من بين عقوبات أخرى”. ونوهت إلى أنه تم توفير أماكن كافية في السجون.

وأكدت الوزارة أن “العنف الإجرامي والاضطرابات ليس لها مكان في شوارع بريطانيا”. وأشارت إلى أن الشرطة “تحظى بدعم الحكومة الكامل، في اتخاذ إجراءات ضد أولئك الذين ينخرطون في البلطجة”.

من أشعل الفتنة

طرح جمهور بريطاني واسع مجموعة من التساؤلات على منصات التواصل الاجتماعي، في محاولة لفهم ما يجري في بريطانيا ضد المسلمين والمهاجرين، من قبيل “من أشعل نار الفتنه في بريطانيا، وما أسباب الحملة العدائية التي يتعرض لها المسلمون، ولماذا بهذا التوقيت، وهل جاء على سبيل المصادفة أم أنه أمر مخطط له”.

وأجاب البروفيسور البريطاني ديفيد ميلر على هذه التساؤلات في سلسلة تغريدات عبر حسابه على منصة إكس، وقال في أحدها “إن الناشط البريطاني الصهيوني اليميني المتطرف ستيفن ياكسلي لينون، الشهير باسم  تومي روبنسون، الذي يعمل لصالح إسرائيل منذ عام 2009 كجزء مما يسمى بحركة الإسلاموفوبيا، هو من حرض على أعمال الشغب”.

واعتبر ميلر أن الأحداث التي وقعت في بريطانيا لا يجب تجاهلها، لأنها “حرب إسرائيلية على المسلمين البريطانيين، الهدف منها إخراسهم والقضاء على حركات الاحتجاج في البلاد”.

واختتم تغريدته متسائلا “متى ستحوّل الشرطة انتباهها إلى من ينظم ويمول هذا الشغب لضرب المجتمع البريطاني؟”.

ويرى متابعون لما يجري في بريطانيا، أن الأمر لا يقتصر على أي دور فردي، ويشيرون إلى وجود هيئات منظمة وممولة بسخاء لتقوم بتعميق ثقافة كراهية المسلمين والمهاجرين، خدمة لأجندات اليمين المتطرف الذي كاد أن يجتاح أوروبا في هذه الفترة.