لكل السوريين

التدهور الاقتصادي يفرض على السوريين منتجات غير معروفة

تقرير/ سلاف العلي

في ظل الأوضاع الاقتصادية التي فرضت نفسها على الأُسر السورية منذ أكثر من عقد، دخلت منتجات إلى الأسواق تناسب أصحاب الدخل المحدود، حيث انتشرت بشكل متزامن مع ازدياد الأوضاع سوءً، إلى أن باتت رائجة.

بعض هذه المنتجات، يطلق عليها الدوغما، وهي غير معروفة فيما إذا كانت تصلح للاستخدام أم لا، ولا تمتلك لصيقة بالمكونات والمواصفات، ناهيك عن استخدام النكهات الأصنص والألوان الصناعية في الغذاء، بعد أن ارتفعت الأسعار بشكل جنوني العام الحالي، وصلت إلى نسبة تتراوح بين 75 – 85%، وأي منتج غير معلب يسمى الدوغما، منها المنظفات بشكل كبير، إضافة إلى بعض المواد الغذائية، والتي باتت مقصدا للكثيرين، لأنها أقل تكلفة من المنتجات المعلبة، التي أصبحت من الكماليات وتدل على ان المواطن من ميسوري الحال، لكن منتجات الدوغما لا تمتلك مواصفات المعلبة منها ولا تخضع للرقابة أثناء عملية الإنتاج والبيع، وهذه المنتجات لا تمتلك مواصفات المعلبة منها، من حيث الجودة وهي الأهم، والشكل الأنيق، لكن هذا لم يعد يهم شريحة واسعة من الناس، في ظل تراجع القدرة الشرائية.

السيد عبد الجواد من اللاذقية أوضح وقال: بعض المحال في أسواق اللاذقية تشتري المواد الخام من المعامل المرخصة التي لديها سجلا صناعيا وفي بعض الأحيان سجلا تجاريا، وفي أحيان قليلة من مصادر غير شرعية، وتخلط المقادير في المحال، وتعرض للمستهلك من دون ضمان الجودة ووجود رقابة خلال عملية الإنتاج، وفق ما تذكر العديد من مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي المحلية، فمثلا بالنسبة لسعر مسحوق الغسيل على سبيل المثال، يصل كيلو الدوغما منه للغسالات العادية بأفضل حالاته إلى 17حتى19 ألف ليرة سورية، بينما للأوتوماتيك 19 الى 23 ألف ليرة، بحسب الجودة والمواد الداخلة في التركيبة، أما الشركات المعروفة في السوق فيتراوح سعرها بين 32 ألفا وحتى 48 ألف ليرة.

السيدة أم مروان الموظفة في هيئة الرقابة التموينية باللاذقية، أضافت وقالت: إن أي معمل سيقدم أي منتج كان، يجب عليه تقديم بيان كلفة بالمنتج في الوزارة أو المحافظة، وأشارت إلى أن أي معمل يكون لديه سجلان، صناعي وتجاري لبيع المواد في السوق، وأضافت أنه تتم مراقبة جميع المواد في السوق بدءا من قرص الفلافل، إذ يجري سحب مئات العينات يوميا للتحليل ومتابعة مدى مطابقتها المواصفات القياسية السورية، وأكدت على انه يجب أن يكون هنالك تعاون من المواطنين للكشف عن حالات الغش الموجودة في السوق للتعامل معها بالشكل القانوني، إذ إن الورشات المخالفة أو المحال وغيرها يتم إغلاقها وتشميعها وإحالتها للقضاء، بحسب المخالفة.

السيد حسان مدرس في كلية الاقتصاد باللاذقية قال: إن برنامج الأغذية العالمي أصدر تقريرا حديثا في أوائل أيلول 2024 ، قال إن الأزمة الإنسانية في سوريا تتفاقم بسبب استمرار ارتفاع  الغذائية الأساسية للأُسر وعُشر متطلباتها الأساسية، وأضاف عندنا الأغنياء يحولون أموالهم إلى ذهب لتخزينها في ظل انخفاض القيمة الشرائية لليرة السورية، أما الفقراء يحركون الأسواق من خلال شراءهم لحاجياتهم، المواطنون يتسوقون الخضروات والفواكه حسب استطاعتهم المادية في أسواق اللاذقية، ومن اجل تأمين قدراتهم المادية من أجل تأمين حاجياتهم الحياتية والاقتصادية، فقسم كبير منه يعمل في وظيفتين من أجل تغطية نفقاتهم، ووفقا للتقرير فقد شهدت الأسعار في سوريا ارتفاعات بنسبة لا تقل عن 80 بالمئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما أدى إلى زيادة الضغوط الاقتصادية على الأُسر السورية، وازدادت نسبة الفقراء والعاطلين عن العمل، لقد احتلت سوريا المرتبة السادسة عالميا من حيث انعدام الأمن الغذائي الحاد وفق تقرير لبرنامج الأغذية العالمي عن بؤر الجوع في العالم.

السيد خلدون أوضح قائلا: في ظل هذا الارتفاع، باتت المنكهات والملونات الصناعية، التي كانت تستخدم سابقا للغش في بعض معامل الحلويات والمطاعم، محل طلب في السوق المحلي السوري من دون معرفة المستهلك، وإن ارتفاع الأسعار بشكل طبيعي سيؤدي الى يرفع تكاليف الغذاء للأسرة، والتي أصبح الحد الأدنى المطلوب من تكلفة العيش تصل إلى 8 ملايين، وفي الوقت الحالي، أصبح اللجوء إلى الغش عمدا للاستعاضة عن زيت الزيتون والسمنة من قبل ربات البيوت، بإضافة نكهة زيت الزيتون أو السمنة أو أي نكهة أخرى باتت خارج قدرتهم الشرائية، الأمر الذي يشير إلى أساليب التكيف السلبي مع التضخم وارتفاع الأسعار، بينما ما يزال الدخل ثابتا، ويجب أن يكون ضمان لتعبئة البضائع، من اجل ضمان سلامة البضائع الخاصة بك بشكل أفضل، وسيتم توفير خدمات تعبئة احترافية، على ان تكون المادة المنهكة صديقة للبيئة ومريحة وفعالة.