لكل السوريين

ابتكار طرق لدى أهالي بانياس وجبلة لتجاوز تكاليف السياحة الصيفية

طرطوس/ أ ـ ن

إن التكاليف المرتفعة في الخدمات المقدمة في المناطق الساحلية، ساهمت بشكل كبير في افتتاح العديد من المشاريع السياحية للسياحة الشعبية، حيث تم تشييد العديد من المشاريع في منطقة بانياس وجبلة وطرطوس وفي وادي قنديل في اللاذقية، التي تتضمن افتتاح أكواخ خشبية وتأجيرها للعائلات، بتكلفة تتراوح ما بين 60 ألف ليرة سورية الى حدود ال 80 ألف ليرة سورية لليلة الواحدة، ويتسع لأربعة أشخاص، وحسب القرب والبعد عن مركز المدينة.

السيد أبو فائق وهو سائق سيارة أجرة يعمل في طرطوس وأب في عائلة مكونة من أربعة أفراد، مؤكدا أن مشروع قضاء عطلة الصيف على البحر خارج حساباته منذ ثلاثة أعوام نتيجة الغلاء في مختلف أسعار السلع والخدمات، حتى هذه التكاليف تعتبر مرتفعة ولا أستطيع تحملها، ومهما كانت الأسعار مناسبة ستكون أقل تكلفة لبضعة أيام على البحر للعائلة بحوالي نصف مليون ليرة سورية، أحتاج شهور لتوفير هذا المبلغ، هذا عداك عن الحجز في الفنادق أو المنتجعات الفخمة، فهذه تحتاج للملايين لارتيادها بضعة أيام.

السيد المهندس فجر قال لنا: مع انضمام النشاطات الصيفية المرتبطة بالساحل إلى قائمة المحرمات أو الممنوعات عن معظم العائلات السورية، تسعى بعض الجهات إلى فتح مشاريع سياحة شعبية بأسعار وتكاليف قد تكون مناسبة لبعض السوريين في ظل الغلاء الكبير الذي ضرب المنتجعات الصيفية والفنادق في المدن الساحلية، ففي سوريا حتى الشواطئ الساحلية لم تعد في متناول أصحاب الدخل المحدود، حيث اصدرت الجهات الحكومية مؤخرا قرارا شمل جميع الشواطئ ضمن الخدمات المأجورة في المدن الساحلية، وتصل تعرفة دخول بعض الشواطئ إلى 20 ألف ليرة سورية، على الشخص الواحد.

السيدة ام هلال قالت لنا بالحرف: ان وزارة السياحة السورية خصصت شواطئ لارتيادها من قبل ذوي الدخل المحدود وبأسعار رمزية، وأن هناك شواطئ مفتوحة، أنشأتها الوزارة بتكلفة 2000 ليرة للشخص الواحد والأطفال مجانا والخدمات المرافقة اختيارية، وأن أسعار الإقامات في المنشآت الفندقية تتغير حسب المواسم وحسب المحافظات وأن هناك عدة مستويات بالنسبة لأسعار الحجوزات الفندقية، وهناك غرفا من نجمتين إلى خمس النجوم يبدأ سعر الغرفة بـ 75 ألف ليرة حتى 200 ألف ليرة سورية، لذلك فان رحلات الاصطياف بالنسبة لكثير من أبناء الساحل، باتت تقتصر على زيارة الأماكن الطبيعية القريبة من مناطق سكنهم أو الاشتراك برحلة جماعية إلى الشواطئ المفتوحة، للتخفيف من تكاليف النقل نظرا للوضع الاقتصادي الصعب الراهن، ونحن هنا في بانياس نسلك نفس السلوك، ونزل من قرانا الى البحر مجموعة كبيرة ونستأجر خيمتين او كوخين خشبيات ليوم واحد ونتقاسم التكلفة مع الخدمات التي نطلبها.

الممرضة جاكلين من قرى بانياس الساحلية قالت لنا: مع بدء الموسم السياحي في سوريا، سجلت المنتجعات السياحية والفنادق في مناطق الساحل السوري، أسعارا توصف بانها اسعارفلكية، رغم ان بعض الفنادق على الساحل امتلاء حجوزاتها لعدة أيام، الأمر الذي يوضح مدى الهوة بين شرائح السوريين، فأسعار الفنادق شكلت للسوّاد الأعظم من السوريين صدمة، وأحتاج راتب 5 أشهر لأستطيع قضاء ليلة واحدة، وأن أسعار حجز غرفة ليوم واحد في فنادق الدرجة الممتازة في مدينة اللاذقية او طرطوس وصلت إلى 390 ألف ليرة سورية، والفارق يعود لإكساء بعض الغرف ، فيما يصل حجز الجناح العادي إلى 850 ألف ليرة سورية، هذا الارتفاع الكبير في الأسعار جعل معظم العائلات تبحث عن بدائل للمنتجعات والفنادق، فمنهم من لجأ إلى الشاليهات الخاصة، التي تعتبر أرخص إلى حد ما من الفنادق، حيث تتراوح أسعار اليوم الواحد من 50 ألف إلى 300 ألف ليرة سورية، حسب قرب الشاليه من البحر و الخدمات الأساسية فيها، وإن كانت معظمها لا تتوفر فيها الكهرباء على مدار الساعة، وتستطيع عائلة كاملة المبيت فيها.

السيد عماد قال لنا: ان الرحلات السياحية ارتفعت تكلفتها، رغم أنها قد تبدو خيارا أقل كلفة، سواء من مدن الساحل او خارج الساحل، كون المواصلات وأماكن الإقامة تكون مشتركة وتنظّمها الشركات السياحية، حيث وصل متوسط تكلفة الرحلة للشخص الواحد لثلاثة أيام مع إقامة ليلتين إلى 500 ألف ليرة، كذلك يلجأ الأهالي للمزارع الصيفية في المناطق الريفية كبديل عن قضاء عطلة الصيف في المناطق الساحلية، حيث يتم تأجير هذه المزارع بشكل يومي أو أسبوعي، لكن ونتيجة لارتفاع أسعار المحروقات ومختلف السلع والخدمات في سوريا، فقد شهدت هذه المزارع هي الأخرى ارتفاعا في أسعار استئجارها مقارنة بالعام الماضي.