حماة/ جمانة الخالد
أُطلقت مؤخرا تحذيرات من إنهيار جسر أثري في حماة، داخل المدينة، في منطقة باب النهر، ويعرف هذا الجسر بـ “زقاق الدم” الذي يقع قرب الناعورة المحمدية، والذي يصل بين حي المدينة وبين بساتين الدهشة الزراعية الواقعة على ضفاف نهر العاصي في المدينة.
وضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بنشر تحذيرات حول توخي الحذر عند المشي على هذا الجسر، وتحذير المشاة من المرور عبره من خلال السيارات أو الدراجات النارية، ومطالبة الجهات الحكومية المسؤولة بالعمل على نشر قوات شرطية حوله من أجل منع المارة، وإعادة ترميم هذا المعلم الحضاري الأثري، الذي يعد واحداً من المعالم الأثري للمدينة على نهر العاصي.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً صور تظهر تعرض جسر أثري على نهر العاصي في مدينة حماة لخطر الانهيار، نتيجة الإهمال الذي تعرض له خلال السنوات الماضية، وهو ما ينذر بعواقب وخيمة على سلامة المارة، لاسيما أن الأجواء الشتوية من رياح وأمطار ستسهم في وقوع المزيد من الأضرار.
ويشهد جسر “باب النهر” المهدد بالانهيار حركة مشاة كثيفة أيام الصيف، حيث تكثر السباحة تحته في نهر العاصي، وهو طريق للمقيمين قربه لاسيما بعض أصحاب البساتين، ويصل النهر بين بساتين الدهشة على يمين النهر وحي المدينة على يسار النهر، ويتألف من 11 قنطرة وله اسم ثانٍ هو “جسر المحمدية” نسبة إلى ناعورة المحمدية التي تجاوره.
مسؤول في ثقافة حماة يصف حالة إنشاءات الجسر بـ”الخطيرة جداً”، خاصة تلك التي تصل بين طاحونة القاسمي والحجرين، كما أن هناك ضرراً آخر في الحاجز الحجري قرب ناعورة المحمدية.
ونقل موقع محلي عن المسؤول إن “مديرية الآثار” في حماة وعدت بالتدخل السريع مع جهات أخرى للتدعيم، معتبراً أن هذه الفترة هي الوقت المناسب، لأنه لا جريان لمياه العاصي حالياً، علماً أن موضوع تدعيم الجسر هو موضوع قديم جديد.
فيما يرى آخرون أن تخوف الأهالي مبالغ به، ولا خطر من الانهيار، لكن هناك حاجة إلى تدعيمه، خاصة أن منطقة الجسر هي من أحياء حماة القديمة، وهناك تعاون بين “مديريتي الثقافة والآثار” لترميمه.
وتضررت عدة مبانٍ ومتاحف ومواقع أثرية في سوريا، خلال العقد الماضي، بعدما طالهتها الحرب، أو بسبب الإهمال المتعمد، فضلاً عن تعرضها للتخريب أثناء عمليات التنقيب العشوائية لنهبها وتهريبها إلى الخارج.
لكن الموضوع يحمل خطورةً كبيرة على الأهالي عند المرور عليه وذلك لتشكل هذه الفجوات على سطح الجسر، والتي من المؤكد أنها لم تظهر على السطح إلّا بعد إهلاك كبير في أساسات الجسر وأعمدة بناءه، والتي يعود عمره إلى مئات السنين، دون أي صيانة على الأعمدة والجسر بشكل عام.
خاصة أن عملية تجفيف نهر العاصي وعودة جريان المياه بداخله، وتكرار هذا الأمر خلال الأشهر الثلاث الأخيرة لأكثر من أربعة مرات، يسبب أيضاً تآكلاً كبيراً في الأساسات بسبب جفافها وعودة رطوبتها، خاصة في ما جرى في نهاية صيف عام 2023.