لكل السوريين

اكتشاف جديد في عمريت بطرطوس

طرطوس/ أ ـ ن

اكتشف فريق التنقيب المشترك بين المديرية العامة للآثار والمتاحف ودائرة آثار طرطوس خلال عمليات البحث والتنقيب في منطقة عمريت الأثرية بمدينة طرطوس مدفنا جنائزيا يعود للعصر الروماني ويحتوي على 19 معزبا ودرجا منحوتا في الصخر إضافة إلى بعض اللقى والمكتشفات الأثرية.

السيد همام وهو موظف فني في دائر الاثار والمتاحف بطرطوس أخبرنا: أنه خلال عمليات المسح والتنقيب بالموقع لوحظ وجود فتحة تبين فيما بعد أنها سقف المدفن لافتا إلى أن الموقع اكتشف في وقت سابق من قبل أعمال تنقيب لا يمكن تحديد تاريخها قام بها أشخاص مجهولون قاموا بتخريب وتدمير العديد من البقايا الحجرية. وأوضح السيدة لمياء الموظفة في دائرة المتاحف والاثار بطرطوس قائلة: أن البعثة عثرت بعد الانتهاء من أعمال التنظيف والتنقيب على تابوتين كاملين تم سحبهما من المعزب من قبل أشخاص مجهولين إضافة إلى توابيت مكسرة وكسر عظمية وبقايا زجاجية إلى جانب بقايا فخارية

ولفتت السيد انيسة المهندسة في نفس الدائرة قائلة: أن عمريت من المواقع المهمة على الساحل السوري وهناك خطة لتأهيلها وافتتاحها للزوار، اضافت أن المدفن الجنائزي يبعد 500 متر تقريبا عن شاطئ البحر لافتة إلى أن أعمال التأهيل وإبراز المكتشفات الأثرية في مدينة عمريت تعتبر من الأولويات المهمة لمديرية الآثار وموقع عمريت يعتبر واحدا من أهم المواقع بمختلف مكوناته التي تتميز بخصوصيتها المميزة كالملعب والمعبد والمدافن البرجية إضافة إلى منطقة المدافن متعددة المعازب والنماذج، وبينت أن تسليط الضوء على أهمية عمريت التاريخية والحضارية يتم من خلال وضع الدراسات اللازمة لتأهيل بعض أجزاء الموقع وتحديد مسارات لتعريف الزوار بتاريخ المنطقة وأهميتها.

اما السيد يسار وهو أستاذ تاريخ قديم وموظف بالدائرة نفسها قدم لنا اضاءة حول تاريخية عمريت: تأسست مدينة عمريت في العصر الأموري في الألف الثالث قبل الميلاد، واسم عمريت أو أمريت هو الاسم الكنعاني القديم. وفي عهد الإسكندر المقدوني دعيت ماراتوس وكانت من أكبر مدن الشرق. وقد ضربت النقود باسم ماراتوس في القرن الثالث والثاني قبل الميلاد مما يدل على أنها كانت ذات مكانة اقتصادية مهمة، وتقع مدينة عمريت الأثرية جنوبي طرطوس على بعد 7 كم، أما الآن فهي ضاحية منها، يخترقها نهر صغير معروف باسم نهر عمريت أو نهر مارتياس، وتمتد على مساحة تقدر بستة كيلومترات مربعة، وتعتبر من أبرز مدن الساحل الكنعاني – الفينيقي، وكانت المدينة الرئيسية في القسم القاري من مملكة أرواد، ونحت المعبد في المنحدر الصخري المطل على نهر ماراتياس وهو نهر عمريت حاليا، ويحيط بالمعبد نبع ماء مقدس موصول بمصرف منحوت بالصخر، كان الناس يأتون بالأباريق الفخارية لملئها من المياه المقدسة بقصد الشفاء، أما الهيكل المقدس الموجود وسط البركة، فقد ظل فترة من الزمن، رغم العوامل الزمنية. أما المحراب، فقد كان مخصصا لوضع تمثال الإله الذي كرس له المعبد، كما وجدت كتابات فينيقية عثر عليها قرب الموقع تؤكد أنه كرسي للإله ملقرت الشافي للأمراض المتنوعة، بما في ذلك الحميات، اما المغازل فهي نوعان:

هرمية: تتألف من قاعدة مكعبة تنتهي بطنف مبسط له درج منحوت نحو الجنوب وباب يؤدي إلى غرفتين يعود تاريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد.

قببية: وهي بجوار الهرمية زيِّنت أطرافها بمنحوتات تمثل أسودا جانبية وهي من الطراز الفارسي، لها درج وفسحة صغيرة داخلها ردهات صغيرة.