لكل السوريين

مُقاساة الأهالي من جشع تجار البازار بجبلة وغياب الرقابة

تقرير/ سلاف العلي

ما زال مواطنو جبلة وريفها يكتوون بنار الأسعار، رغم ان المدينة معروفة بالزراعات المحمية فالكل يشكو غلاء أسعارها، وليكتفي مواطنوها بالاكتفاء بشراء القليل من الخضار، مع ربطة بقدونس أو بصل أخضر أو خسة واحدة في أحسن الأحوال، ويمكن مشاهدة سوق الخضار وهو سوق شعبي، والذي أصبح معروفا بغلاء أسعاره، حيث تراوح سعر كيلو البندورة بين 5000الى 7000ليرة.

تقول السيدة أم أحمد إحدى المتسوقات في سوق الخضار: لم نصل إلى هذا الغلاء الفاحش منذ سنوات، منذ متى كانت البندورة والبطاطا بتلك الأسعار الملتهبة، ومعروف أنها طعام الدراويش، وتتابع: كل يوم هناك طبخة، والان اضحينا كل يومين او ثلاثة، ونحتار ماذا نشتري، فالأسعار نار، وأبسط طبخة وهي مفركة البطاطا مع البيض تكلفني ٢ كيلو من البطاطا مع البيض عدد ٤ والبصل والزيت والفلفل لعائلتي المكونة من أربعة أشخاص حوالي40الف ليرة دون حساب أي صنف آخر من سلطة أو شوربة عدس أو نوع آخر من الطعام، والكوسا حجم كبير وصل سعر الكيلو إلى6الى8الاف ليرة، وكوسا المحاشي7الى 9الاف ليرة، فيما بلغ سعر الباذنجان المدعبل7-9 الاف ليرة، وباذنجان المحاشي8- 11 الف ليرة، والزهرة تراوح سعرها بين 5إلى 7الاف  ليرة، والخيار ما بين 7000الى 8000 ليرة أما الخضار الورقية أيضا ارتفعت أسعاره، فربطة البقدونس والنعناع والبقلة والفجل والبصل الأخضر اذا توفر، ما بين 3000 ليرة الى 4000 ليرة، أما الخسة الواحدة فتراوح سعرها حسب حجمها بين 4000الى 6000 ليرة، فيما وصل سعر كيلو البصل الفريك الىى 7000 ليرة والبصل اليابس الكيلو ب10000 ليرة، أما الفاصولياء ( العريضة ) فقد سجلت ارتفاعا ملحوظا عن سعرها المعتاد في هذه الأيام، حيث تراوح سعر الكيلو ما بين 8000الى 10000 ليرة، اما الفواكه الصيفية فيه للفرجة للأكثرية واسعارها تتراوح ما بين 15الف الى 25 الف ليرة للكلغ الواحد، ماعدا الجبس والبطيخ وتتراوح أسعار الكلغ ما بين 4000 الى 6000 ليرة.

ونشير إلى أن أغلب المتسوقين، حرصوا على شراء نوعين بالأكثر من الخضار بسبب غلاء الأسعار، مشيرين إلى أن اعتمادهم فقط على وجبة واحدة وصحن شوربة، أما الفتوش والسلطة والتبولة فأغلبهم شطبهم من قوائم طعامهم، مكتفين بالبندورة مطبوخة مع البطاطا او الباذنجان أو الكوسا. ومقبلاتهم أصبحت بصلا أو نعناعا أو فجلا في أحسن الأحوال.

السيدة ام عمر قالت: الله يعين العالم، كيف لنا ولهم تدبير أمورهم، يا دوب عم نأكل أبسط الطبخات، واللحم والفروج والفواكه أصبحت خارج حسابتنا، الا بالكميات القليلة، على طريقة شم ولا تأكل، واضافت: الأسعار لا تتناسب أبدا مع دخل الموظف وغير الموظف، فكلاهما لا يستطيع العيش اليوم كما كان سابقا، فالأسعار نار كاوية، ونزلة السوق أصبحت مصدر قلق وهم وحيرة، بالتفكير بشراء خضار، إذا كل يوم طبخة، وإرهاق مادي جديد.

وجميع الباعة يقولون ان الغلاء في أسعار الخضار مرتفعة من البازار او من أرضها، وأنهم يبيعون الخضار مع ربح بسيط يستطيعون من خلاله دفع إيجار محالهم وتدبر حياتهم المعيشية، ويضيفون بأن الأسعار مرتفعة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج على المزارع، خاصة البيوت البلاستيكية، التي تكلف الكثير بدءا من شرائح النايلون والأسمدة وانتهاء بتكاليف المحروقات.

السيدة ورد اشتكت من غلاء الأسعار وقالت: الفروج واللحمة الحمراء لغيناها من موائدنا، ولكن كيف لنا أن نلغي الخضار والبطاطا من قوائمنا، واستفهمت عن دور السورية للتجارة وأين الخضار التي تشرتيها من الفلاحين، ووعدت بضخها في الأسواق وبالتالي انخفاض أسعارها، أين هي من وعودها، هو غلاء لم يعد بمقدور المواطن صاحب الدخل المحدود تحمله، لينام كل يوم ويستيقظ على أسعار جديدة، هو حديث الغلاء، وقلة الحيلة أمام استعار أسعار وجشع الباعة، وغياب الرقابة فهل سيطول هذا الحديث وتلك المعاناة، يعتبر سوقُ خضار الكراج القديم في مدينةِ طرطوس كغيرهِ من الأسواق مقصدا للناسِ بهدف التوفيرِ وشراءِ حاجياتهم بأسعار مقبولة ونوعية بعيدا عن جشعِ أصحابِ المحال المنتشرين في الحارات.

السيد أبو عمار قال: أثناءَ تسوقه طلب من بائع أن يسمح له بوزنِ ما يحتاجه من خضار وفواكه شرط أن ينتقيها بيديه لقاء مبلغ إضافي، لكن البائع رفض، وكانت النتيجة والعودة إلى البيت كان مصير نصف ما اشتراه إلى القمامة، لأنه غير صالح للاستهلاك، وان واقع الحال بالسوق، تبدو الخضراوات طازجة ونظيفة ومرتبة بطريقة جميلة في الواجهة، لكن لا يسمح للمواطنِ بانتقاء خضرواته بيديه بل يقوم البائع بوزن مما هو خلف الواجهة، حيث بين أحد الباعة في السوق أنّه إذا ما تم السماح للناس بانتقاء حاجياتهم فإن نصف الخضراوات والفواكه ستتلف عند أصحابها وبالتالي خسارتهم، و هذا ما يدفعهم لتشكيلِ الخضراوات الجيدة مع الأقل جودة كي يستمروا في العمل.