لكل السوريين

جثث حيوانية وأكياس قمامة وروائح تنشر في سماء اللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي 

باتت الساحة العامة خلف صيدلية الوحدة والجسر الحديدي على شارع الثورة بمحافظة اللاذقية مقراً ومستقراً لرمي الجثث المنزلية، جثث الحيوانات التي كانت أحضان أصحابها مرتعاً لفروهم ووبرهم الناعم (المدلّل).

ولا تعد هذه الظاهرة وليدة اللحظة، فهي منذ عدة سنوات تستمر في بالظهور في اللاذقية وسط مطالبات بإيجاد حل لها، دون وجود ردود من المسؤولين.

وانتشرت في أصعب الأيام الاقتصادية التي تخيّم على أغلب العائلات، رغم الصعوبة بتأمين الاحتياجات اليومية في ظلّ الغلاء والضائقة المستشرية، وهذا الحديث ينطبق على أغلب العائلات ريفاً ومدينة، لأن هناك طبقة مخملية هي غاية بالغنى وغير مكترثة لهذا الوضع الصعب.

ويعتقد العديد من الأهالي أن هذه الجُثث المرمية على قارعة الرصيف خرجت من المنازل ذات الرفاهية المتناهية والدليل هو الكيس الذي يضم الجثة.

ويقول أبو عامر، اسم مستعار لمواطن يقطن في شارع الثورة بمدينة اللاذقية أن “الأرصفة التي تنتشر عليها تلك الروائح الكريهة وجثث القطط باتت منطلقا للروائح الكريهة التي قد تسبب أمراضا لأبناء الأهالي المتضررين من تلك الظاهرة”.

ويضيف “نقول لأصحاب تلك الجثث أكرموا فقط العشرة الحسنة والمشاعر الإنسانية إن كنتم تملكون، بالإضافة إلى الوقت الذي قضيتموه سوياً عداك عن الطاقة الإيجابية الكبيرة التي يمتلكها هذا الحيوان الأليف قطاً كان أم كلباً، أبعدوها عن أعين المارة على أقل تقدير”.

ويتابع “أما الزاوية الأخرى ونفس الرصيف جانب الشاحنة الصغيرة النافقة أيضاً فهي تتحدث عن أمور أخرى خاصة بتلوث المكان والأوكسجين العام وهي ذات روائح لا تقلّ عن تفسخ الجثث، هي عبارة تواليت مخصّص للعموم ومكبّ نفايات”.

وبالعودة إلى عادة تربية الحيوانات المنزلية وهذه أمنية شخصية، مثلاً (كلب هاسكي) صغير سعره حوالي ٤٠٠ ألف واللقاحات التي من الضروري إعطاؤها لها قيمة أخرى.

إذا قلبنا المعادلة الحيوانية نفسها وقمنا بشراء خروف أو جدي وهذا المبلغ قد يجلب الإثنين معاُ، فهما لا يحتاجان أي لقاح ولا مكاناً دافئاً داخل المنزل ولا طعاماً فاخراً لحمياً، يكفيه جزء من البلكون أو الحديقة المنزلية، طعامه مكوّن من بعض الأعشاب والخبز اليابس وسيكون ممتناً بتقديم بعض الشعير بين الحين والآخر، كما أن شكله جميل ويمتلك وجهاً بشوشاً مُفرحاً يتقبّله الجميع وخاصة الأطفال.

وتعاني عائلات عدة تقطن في أحياء متطرفة في محافظة اللاذقية وبعض مدنها الكبرى في الأرياف من انتشار هذه الظواهر، التي تهدد حياة أطفال العائلات والأهالي القاطنين بالقرب من تلك المكبات.

وعلى الرغم من المناشدات التي قدمت لمجلس البلدية ومجلس المحافظة إلا أن الردود لم تتجاوز أفواه مقدميها، ما سبب بتذمر كبير من جراء انتشار تلك الظواهر.

وتعكس تلك المكبات حالات الفروق الواضحة في المعيشة بين المواطنين، وبالأخص الضباط والطاعنين في الدولة، في حين أن عدد كبير من الأهالي يعيشون في فقر مدقع بالقرب من النفايات التي تهدد حياة أطفالهم.