لكل السوريين

الحرائق تتزايد في ريفي حمص وحماة.. والجهل يفاقم آثارها

تقرير/ بسام الحمد ـ جمانة خالد 

في كل عام يتكرر حدوث الحرائق وفي مختلف المحافظات لكن الحرائق الأكبر في جبال غابات حماة وحمص، ونتيجتها خسارة الكثير من الغابات، وكذلك أشجار مثمرة ومحاصيل إستراتيجية، يأتي في مقدمتها القمح والأشجار المثمرة، من دون إيجاد حلول لمنع تكرار ذلك، علماً أن الكثير من الحرائق يكون مصدرها بشرياً سواء بقصد أو بغيره، الأمر الذي يعود بتأثيرات سلبية على البيئة والاقتصاد معاً.

وبحسب مديرية الحراج في وزارة الزراعة بلغت الحرائق المسجلة حتر اليوم 199 حريقاً بمساحة إجمالية 1394 هكتاراً، وقد وضعت الوزارة خطة لمواجهة الحرائق والتخفيف منها، من خلال تعزيز إجراءات الإنذار المبكر والاعتماد على منصة الحرائق في تحديد الأماكن الأكثر حساسية لحدوث الحرائق، كما تم تشكيل لجان محلية في كل وحدة إدارية برئاسة وعضوية عضو المكتب التنفيذي بالوحدة الإدارية والوحدات الإرشادية والمعنيين والفنيين.

إضافةً إلى التنسيق مع اتحاد الفلاحين بهدف توجيههم لإزالة الوقود الطبيعي الموجود ضمن الأراضي الزراعية وإتلافه بالطرق التي تضمن السلامة لمحاصيلهم وللغابات المجاورة، والتنسيق مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة بما يخص مكبات القمامة والعمل على إزالتها الفورية داخل المواقع الحراجية، وأيضاً التنسيق مع وزارة الدفاع بخصوص وضع طائرة اليوشين والحوامات بالخدمة والجاهزية، وكذلك الإشراف على خطة شق الطرق الحراجية بمسافة 5505 كم وترميمها بمسافة 2725 كم وخطوط النار المقررة لهذا العام، وإعداد خطة متكاملة لإدارة مكافحة الحرائق وعلى مستوى محافظات القطر بحسب وزارة الزراعة السورية.

وهناك سنوياً 50 % من الحرائق منشؤها زراعي بسبب إشعال النار لحرق المخلفات الزراعية، وأيضاً الإهمال ورمي أعقاب السجائر، وكذلك حدوث ماس كهربائي وأيضاً العوامل الجوية والشرارة الناتجة عن الصواعق. بالإضافة لوجود حرائق متعمّدة (التعديات على الحراج- التفحيم- الزحف العمراني) وأعمال إطلاق الشهب النارية.

وتؤدي الحرائق في الغابات لآثار كثيرة منها انجراف التربة انجرافات صخرية انهيارات طينية وكل ذلك يؤثر في المساقط المائية ومجاري المياه في الطبيعة، وكذلك فإنّ زيادة الانبعاث الحراري وارتفاع معدّل غاز ثاني أوكسيد الكربون والغازات الدفيئة يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة والاحتباس الحراري والتأثير في طبقة الأوزون.

إضافة إلى انخفاض الخصوبة في الأراضي المحروقة (الغابات أو البوادي..) حيث تصبح فيها معدلات تآكل أعلى وهذا يتطلب من المزارعين إعادة تسميد التربة، ما يرتب عليهم تكاليف مادية إضافية (بسبب ارتفاع ثمن الأسمدة وعدم توفرها) اعتماد أنظمة التكامل الزراعي بما أنّ معظم الحرائق تحدث نتيجة الجهل في إدارة بقايا الأراضي الزراعية أو الغابات فلا بدّ من التسريع في عمليات التحريج الصناعي.

من المتسبب

ازداد معدل الحرائق في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية في فصول الصيف الأخيرة من الأعوام الماضية، ويعود ذلك لعدة أسباب، تمحورت بين ما أسماها الإعلام الموالي للنظام على أنها مقصودة من قبل خلايا تهدف لتقويض قوت المواطنين، وأسباب أخرى كان لصراع بسط النفوذ بين روسيا وإيران دور كبير في كثرة الحرائق.

وكانت الحرائق تستهدف عادة بساتين الأشجار المثمرة في محافظات كل من “طرطوس، حمص، اللاذقية، حماة، أرياف إدلب الخاضعة لسيطرة الحكومة، إلا أنها في هذا العام امتدت لتشمل محاصيل القمح والشعير، التي تعد محاصيل استراتيجية في ظل أزمة غذاء خانقة تعصف بالحكومة السورية في مناطق سيطرتها.

ويقول خالد، وهو أحد المتضررين من الحرائق التي اجتاحت سهول واسعة مزروعة بالقمح في أرياف حماة، إن الجهل أيضا يعد سببا رئيسيا في اندلاع الحرائق بكثرة في مناطق سيطرة الحكومة، لافتا إلى أنه خسر قرابة 40 دونم من القمح، بسبب اندلاع النيران فيها، دون معرفة السبب الحقيقي حتى الآن.

وأوضح قائلا: “لازلت غير مقتنع أن الأمر غير مقصود، لكن لا أستبعد أن يكون الحريق قد شب من عدم المبالاة من قبل المارة، حيث أن أرضي يمر منها طرق وممرات، وقد يكون السبب في حدوث الحريق هو أحد أعقاب السجائر من أحد المارة”.

ويضيف الرجل الخمسيني، “خسرت هذا العام تكاليف عالية، وكنت أرجو أن يساعدني الإنتاج على إيفاء الديون المترتبة علي، حتى يمكنني أن أزرع الموسم القادم دون أن أضطر لأن استدين أموالا أخرى، لكن الحريق لم يدع لي فرصة لذلك”.