لكل السوريين

في يومها العالمي “الحمصية” تكسر التحيز وتدخل ميادين العمل

السوري/ حمص

منذ عام 2011 ارتفعت نسبة عمل المرأة السورية بشكل أكبر، في ظل عدم اعتياد عمل المرأة وتقبله من بعض الفئات الاجتماعية في سوريا.

أكثر من قرن من الزمان، والناس في كل أنحاء العالم يحتفلون بيوم المرأة العالمي، في الثامن من آذار من كل عام، والذي يصادف ذكرى نشاط عمالي ومسيرة احتجاجية خرجت فيها 15 ألف امرأة في عام 1908 إلى شوارع مدينة نيويورك الأمريكية، للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت في الانتخابات.

ويعتبر هذا اليوم من الأيام العالمية التي تحتفل المرأة بكل ما تقدمه من انجازات على جميع المستويات الشخصية والمهنية والتي كان أساسها اعتراض المرأة على ما يحدث في المجتمعات من عدم مساواة وتهميش لدورها في المجتمع.

لكن ومع بدأ الحرب في البلاد، وظروف الحرب التي فتحت أمام النساء أبوابا لم تفتحها لهن من قبل، فضلا عن أن عمل المرأة كان مقتصرا على التوظيف الحكومي، أو بعض التخصصات الأخرى، مثل دراسة الطب والهندسة وغيرها.

ويحمل اليوم العالمي للمرأة هذا العام شعار “كسر التحيز”، فإن الاعتراف بالتحيز ومعالجته بوعي له دور حاسم في تعزيز التنوع والإنصاف، وهو أمر حيوي لبناء مجتمعات أكثر استدامة ومسؤولية ونجاحا.

وفي الوقت نفسه يعبر أن المرأة في الوقت الحالي قادرة على اجتياز التحديات والصعوبات والأزمات من أجل أن تعيش بحرية وكرامة.

وككل عام تهدف الاحتفالية بهذا اليوم – إلى جانب التذكير بأهميته والاحتفاء به – إلى تسليط الضوء على واحدة من المشكلات التي تواجهها المرأة حول العالم ومحاولة إشراك الجهات الدولية والحكومات ومنظمات المجتمع المدني، وحتى الأفراد، في إيجاد أنجع الوسائل والحلول والعمل على تضافر الجهود للقضاء على مثل هذه الظاهرة.

ويركز الاحتفال هذا العام على تعزيز فكرة أن يكون العالم خالٍ من التحيز والصور النمطية والتمييز، عالم متنوع ومنصف وشامل، عالم يتم فيه تقدير الاختلاف والاحتفاء به.

ويدعو إلى مساواة المرأة بالرجل ويجعل ذلك واجبا فرديا كما هو واجب جماعي، إذ أننا جميعا مسؤولون عن كسر التحيز في مجتمعاتنا وأماكن عملنا، في مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا وفي كل مكان حولنا.

والحديث عن المرأة السورية في هذا اليوم له وقع خاص بالنسبة إلى ما مرت به من ظروف صعبة جدا بعد أن كانت تنفست الصعداء في فترة ما قبل الحرب الهمجية على سورية، وعادت المرأة السورية من جديد، تنفض عنها غبار الحرب، وتقاوم في وجه الحصار الاقتصادي، والغلاء والفقر، إلى جانب دورها الأساسي في تربية جيل واع يتطلع إلى المستقبل بعين التفاؤل، شعاره المساواة والعمل، يدا بيد مع المرأة.

تقول رهام حسين، ناشطة مدنية عملت في العديد من المنظمات المدنية الدولية والمحلية خلال السنوات السبع الماضية بحمص، إن “المرأة السورية تعمل لأن الظروف التي تمر بها البلاد والمنطقة بشكل خاص تتطلب هذا الدور، بل ويفرض عليها هذا المسار”.

وأضافت حسين، خلال حديثها، أن عمل المرأة هو أحد حقوقها الأساسية، لكن فرصة ومساحة الحريات لم تكن متاحة لها قبل عام 2011، حيث كان التضييق الأمني حاضراً في مجال المجتمع المدني والإعلام، إلى جانب التأثير السلبي للعادات والتقاليد من جهة أخرى.

لكن بعد 2011 تغيرت كل هذه المفاهيم، أما نشاط عملها خلال هذه السنوات حتما كان له نتائج إيجابية على عدة مستويات، من ناحية تحقيق الذات اجتماعيا والجانب النفسي، وتطوير المستوى المعرفي وغيرها لا حصر لها”.

وأوضحت الناشطة المدنية، أن “تحقيق الذات لا يقتصر فقط على العمل. فالمرأة تعمل في الأعمال المنزلية، ولكن الفرق هنا هو أن العمل المنزلي غير مأجور، وبالتالي فإن العمل ليس العامل الوحيد لتحقيق الذات”.

واختتمت حديثها: “هذا التحول في ثقافة عمل المرأة في المجتمع سرعان ما دعمه واقع الحرب وتداعياتها الاقتصادية، حيث لم يعد العمل واجبا في نمط الحياة، بل أصبح واجبا تفرضه الظروف المعيشية، خاصة وأن هذه الظروف تتطلب عمل عدة أفراد في الأسرة الواحدة حتى يتمكنوا من إعالة أنفسهم”.