لكل السوريين

مع بداية الشهر الكريم بمحافظة درعا.. مبادرات إنسانية خجولة وتمور رمضان ليست للفقراء

قبيل قدوم شهر رمضان المبارك، أطلقت بعض المحال التجارية في بعض مدن وبلدات محافظة درعا مبادرات خيرية من خلال تخفيض طفيف على أسعار بعض المواد الغذائية خلال الشهر الكريم، وتفاوتت نسب التخفيضات التي تمت في مدينة درعا ودرعا البلد ومدينة الحارة وبلدة المسيفرة وغيرها من المدن والبلدات.

وجاءت هذه المبادرات من خلال عروض على المواد التموينية الأساسية، أو على السلل الغذائية المتنوعة بأسعار تتناسب مع دخل المواطنين من قبل محال تجارية، إضافة إلى عروض خاصة للأعمال الخيرية التي تغطى أسعارها من قِبل متبرعين مقيمين ومغتربين من أبناء المحافظة.

وتهدف هذه المبادرات على تواضعها، إلى المساهمة ولو بجزء بسيط في التخفيف من معاناة الأسر الفقيرة في ظل غلاء الأسعار الفاحش الذي يفوق قدرة هذه الأسر الشرائية، إضافة إلى احتكار العديد من التجار للمواد التموينية وتخزينها ورفع أسعارها مع دخول شهر رمضان وتزايد الطلب عليها.

أسعار التمور تحلّق

يقبل المواطنون عادة على شراء التمور في شهر رمضان، إلّا أن أسعارها هذا العام حوّلت هذه المادة التي كانت أساسية خلال الشهر الكريم إلى رفاهية لا لزوم لها لدى معظم الأسر، حيث يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من التمور العادية في أسواق المحافظة بين 25 ألف إلى 70 ألف ليرة سورية حسب الجودة والنوعية، بينما وصل سعر التمور ذات النوع الفاخر إلى 200 ألف ليرة، مما جعلها مخصّصة لشريحة معيّنة من المستهلكين، في حين بقيت التمور الرخيصة مطلب الطبقة المتوسطة، أما الفقراء فقد تخلّوا عنها منذ سنوات.

وساهم في تفاقم أسعارها التجار الذين يخزنون كميات كبيرة من التمور بانتظار شهر رمضان ليكثر الطلب عليها وتباع بأسعار مضاعفة، خاصّة أنها مادة قابلة للتخزين وغير سريعة التلف.

كما اعتمد كثير من التجار على بيع التمور التي تسمّى “التمر السقط” التي تواجدت بكثرة هذا العام، وهي التي تسقط على الأرض قبل قطافها وتتلوّث بالتراب والرمل، وتباع بـ 25 ألف ليرة للكيلو الواحد بعد عرضها بطرق غير صحيّة وتركها عرضة للهواء والشمس والرطوبة، أو طحنها مع التمور الفاسدة المخزّنة منذ زمن، بعد تلميعها بالزيت أو خلطها مع الماء وإضافة المنكهات لها وتوضيبها في أكياس لبيعها إلى محال الحلويات التي تدخل بصناعتها هذه المادة.

يشار إلى أن معظم الناس في محافظة درعا يقبلون على شراء التمور الرخيصة حتى ولو كانت من الأنواع سيئة الجودة، وذلك لعجزهم عن شراء الأنواع الأخرى ذات الأسعار المرتفعة، وتعجز العديد من الأسر عن شراء أي نوع منها لضعف دخلها ووضعها المعيشي المزري.