لكل السوريين

نازحو تل أبيض… يعمدون على زراعة الخضروات الصيفية لتوفيرها وتأمين القوت

الرقة/ حسن الشيخ

يتجه نازحو مخيم تل أبيض لزراعة الخضروات الصيفية (البقجة) لتأمين حاجتهم منها، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال مساحات حقلية مستأجرة، في حين يواجه بعضهم صعوبات متعلقة بالزراعة وتوفر المياه الكافية.

ويعمد نازحو مخيم تل أبيض في كل عام زراعة الخضروات الصيفية ضمن حقول زراعية مستأجرة في محيط مخيمهم أو استثمار مساحات صغيرة ضمنها لزراعتها بأشتال الخضروات المتنوعة كـ (الباذنجان – بندورة- فليفلة….. الخ) خلال شهري (نيسان ـ أيار) الجاريين.

ويحرص النازحون هذا العام على زراعة الخضروات في ظل الظروف المعيشية الصعبة على وقع غلاء الأسعار للخضروات وتقنين الحصص الغذائية من قبل المنظمات العاملة في المخيم، ويعدون هذا العمل أساساً لتوفير المونة الشتوية، وتوفير الخضار الطازجة في مواسمها.

ويحاول بعض النازحين الذين لديهم خبرة في مجال زراعة الخضروات استثمار مساحات جيدة من “الخضروات الصيفية” لتحويلها لمشروع اقتصادي يدر عليهم ربحاً جيداً برغم التكاليف الكبيرة المتوقعة للزراعة، في حين يتوجه البعض على التركيز على توفير المونة الشتوية، والتخفيف من الاعتماد على الشراء من الأسواق.

وكانت الإدارة الذاتية الديمقراطية اصدرت قراراً بدعم مزارعي القطن والخضروات هذا العام، حيث يأمل النازحون بأن يكون هذا القرار داعماً لهم في زراعتهم، وخاصة توفير مادة المازوت الضرورية لعمل محركات الديزل التي يستخدمونها في زراعتهم.

وعليه أكد النازح علي الخضر على أهمية الاعتماد على الذات وعدم الاتكال على السلة الغذائية من قبل المنظمات الإغاثية، ويصر على أن العمل على زراعة الخضروات أحد السبل المتاحة لهم كنازحين في تأمين أقواتهم، واستثمار مساحات منها لتدر عليهم دخولاً جيدة.

وأردف “زراعة الخضروات تخفف من شراء الخضروات من الباعة، وتقلل من الاعتماد عليهم لعدم استنزاف الجيوب، وكذلك فرصة جيدة للنشاط والابتعاد عن الكسل.

وحول الصعوبات التي يواجهها بين ” الخضر ” بأن أبرزها تأمين المياه لسقاية الخضروات إذا يعتمدون على مياه قنوات الري الغير منتظمة بسبب اعتمادها على الكهرباء المشغلة لمضخة الري الرئيسية (مضخة ري تل السمن) لذلك هنالك تخوف من ذبول الأشتال وموتها في حال استمرار المشكلة.

من جهته آثر النازح مصطفى الخليل على زراعة مساحة من الخضروات الصيفية (باذنجان ـ بندورة ـ فليفة ـ …. الخ) تقدر بـ 5 دونم كمشروع استثماري أولاً ثم لتأمين المونة من الفائض حيث يأمل أن تكون هذه الزراعة سبيلاً لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضروات لعائلته وتوفير دخل جيد.

ويخطط لتوسيع مشروعه في حال حقق أهدافه من خلاله أكثر لمد يد العون لكافة الاسر والعوائل المحتاجة لتستطيع تأمين احتياجاتها اليومية، ومواجهة الصعوبات الاقتصادية في ظل الأوضاع الحالية.