لكل السوريين

مشغل نسائي يحقق نجاحا باهرا في الحسكة

السوري/ الحسكة 

في محاولة لإطلاق العنان لمواهبهن الهادفة للحفاظ على التراث من جهة وتأمين لقمة العيش والاعتماد على الذات من جهة أخرى، تعمل ثلاث نساء تقارب أعمارهن الثلاثين في مشغل للأعمال اليدوية في مدينة الحسكة، ليعتبرنها فرصة ذهبية لنساء يحلمن بغد أفضل رغم ظروف الحرب الراهنة.

يقصد معجبات الحرف اليدوية والأعمال التراثية التي يتم العمل عليها بأنامل النساء مشغل الأعمال اليدوية في مدينة الحسكة الذي افتتح من قبل هيئة الثقافة والفن التابعة للإدارة الذاتية بشمال شرقي سوريا، حيث تسعى النساء الثلاث لتطوير مواهبهن وامتهان هذه الحرفة لإعالة عوائلهن.

حيث أقام المشغل سابقاً العديد من الدورات المهنية لتعليم النساء صناعة الأشغال اليدوية، ليصبح مصدر رزق الكثير منهن اللواتي طورن من عملهن وافتتحن مشاغل خاصة بهن سواءً في السوق أو المنزل، في محاولة للحفاظ على التراث والثقافة إلى جانب توفير فرص عمل للنساء ينتج المشغل مشغولات يدوية وزينة للنساء، وأدوات زينة للمنزل صنعت بدقة وحرفية.

انطلقت حميدة العيد من شغف وحب لحرفتها التي تعلمتها من تلقاء نفسها لتصل إلى الإتقان والإبداع حيث باتت اليوم مصدر رزق لها، جاهدة لتطور من ذاتها وتوسيع رقعة العمل وهي إحدى النساء العاملات ضمن المشغل، والتي تؤكد بأنها احترفت مهنتها هذه نتيجة حبها الكبير لها مبينة بأن كلما عملت بحب كلما كان ما تنتجه جميلاً.

حميدة أشارت إلى أن دوامها في المشغل يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً للثانية ظهراً، وأنها من الشابات الأوائل اللواتي باشرن العمل أثناء افتتاح المشغل لحبها لهذه الحرفة من جهة والاعتماد على ذاتها من جهة أخرى بحسب تعبيرها.

مشددة على أن مهنة الأشغال اليدوية لها أهمية كبيرة في الحفاظ على التراث من خلال عمل جميل يتم تقديمه بأبهى صورة في كل المجتمعات.

وأضافت “هذه المهنة في تطور مستمر على الرغم من أنه متجذر بالماضي، وعلى ممتهنه أن يتمتع بحس فني كبير والإبداع والتركيز، والأهم من ذلك كله أن يكون محباً لها فهي كما كل الحرف لن تستطيع إتقانها ما لم تكن شغوفاً بها”.

وحيال كيفية تعلمها هذه المهنة قالت: “ما أعمل عليه هو من وحي خيالي وتصوري عن التراث والثقافة وتعلمته من تلقاء نفسي، واستعمل في معظمها خيوط الصوف والخرز والصدف ومواد أخرى تستخدم للزينة”.

وفي ختام حديثها ذكرت حميدة العيد الصعوبات التي يوجهانها ضمن عملهن قائلة: نواجه صعوبات في تأمين المواد فهي لا تكفي حاجتنا على الرغم من أنه لدينا العديد من الأفكار والتصاميم، وأيضاً عددنا قليل مما يؤثر بشكل سلبي على السرعة في العمل وبالتالي عدم مشاركتنا في العديد من المناسبات كعيد النوروز مثلاً، لذا نتمنى من الجهات المعنية تدارك هذه المعضلة.