لكل السوريين

أبت إلا أن تواجه المصاعب.. رغم تقدمها في السن امرأة تعمل في مخبز لبيع خبز التنور لتعيل أسرتها

الرقة/ مطيعة الحبيب  

ضعف الحال والتقدم في العمر لم يقف عائقا في طريق طلب الرزق من سيدة تناضل باحثة عن عمل تكتسب منه لقمة عيش بسيطة وتأمين العلاج لابنها المريض وزيرة السوعان امرأة ذات الخمسون ربيعا من أهالي الرقة، تعمل في مخبز لبيع خبز التنور، وسط سوق الرقة كاسرة كل القيوم التي تعيق عملها من أجل كسب قوتها اليومية على رغم تقدمها بالعمر لتلبي احتياجات اسرتها من خلال بيعها الخبز.

ومن خلال لقائها وحديثها “لسوري” قالت “لست الوحيدة من النساء اللواتي يعملن من أجل كسب لقمة العيش لأولادهن، الظروف التي آلت إليها مناطقنا وتدهور الأوضاع الاقتصادية جعلت أغلب النساء تعملن عمل الرجال جنبا إلى جنب لتحسين الوضع المعيشي على كل الأحوال”.

وتضيف “منذ اندلاع المعارك في المدينة نزحنا أنا وأولادي العشرة وزوجي الذي يعاني من مرض السرطان إلى مخيم عين عيسى وبقينا فيه مدة أربع سنوات منذ عام 2017 إلى عام 2021، خلال هذه الفترة كنت أذهب بزوجي إلى المحافظات الأخرى لتلقي العلاج والجرعات الكيميائية”.

وتتابع “لم يكتب له الشفاء وتوفي في المخيم، كما إنني كنت أعمل على تنظيف الحمامات منذ الصباح الباكر حتى المساء براتب قليل أقوم بجمعه لتأمين أجور السفر لمعالجة زوجي، ومن خلال عملي أيضاً كنت أحصل على مساعدات غذائية تسد حاجة أولادي اليومية”.

وتكمل “بعد تحرير المدينة عدنا إلى منزلنا الذي قرضت جدرانه قذائف الهاون والمدفعية، لم يعد لدينا مأوى غيره، عملنا على إصلاحه وترميمه من جديد، لم يكن لدي بعد ذلك سبيل إلا البحث عن عمل، وها أنا أعمل اليوم في مخبز لبيع خبز التنور بأجرة تصل إلى الخمسة آلاف ليرة يوميا، حيث أباشر عملي منذ الساعة السابع صباحا إلى الساعة الخامسة مساء”.

وتختتم “على رغم تردي الأوضاع المعيشية وسوء الحال إلا أن هذا الأجر اليومي لا يكفي لإطعام عائلة ليست لها معين يأمن حاجاتهم، هناك الكثير من النساء السوريات ما زلن يبحثن عن عمل بسبب مسؤولياتهم المتضاعفة ليست المشقة على الرجال فقط، بل هناك نساء تفوقن على صعوبات الحياة المريرة، وخاصة أن نسبة كبيرة منهن نزحن من بيوتهن وفقدون أولادا لهن كما أزواجهن، ذلك حملهن أعباء كبيرة”.