لكل السوريين

اختطاف الطفل قطيفان

عبد الكريم البليخ  

قضية اختطاف الطفل فواز قطيفان ابن الثماني سنوات منذ أكثر من ثلاثة أشهر ونيف أثناء توجهه إلى مدرسته برفقة شقيقته، بعد اعتراضه في طريقه من قبل ملثمان يستقلان دراجة نارية برفقة امرأة، واقتادوه إلى مكان مجهول الهوية، لا تزال تأخذ شكل الحذر والحزن بكل مؤسياتها، وبكل فصولها لكل من عرفه ولمس مدى الامعان في الضرب والتنكيل به وبدون أي سبب اقترفه، وهو ما زال في عمر الورود لا يعرف من الدنيا إلا بعض الشيء اليسير!

كثير من الأسئلة، صارت تراود أهل الطفل وأقاربه وحتى البعيدون عنه، ولمن سمع بقصته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن ماهية الأسباب التي دفعت بهؤلاء المجرمان، وتلك المرأة باختطافه وتعرضه للضرب المبرّح وبدون هوادة؟

بالتأكيد، أنَّ الدافع الأساس هو المال قبل كل شيء، وإلا لماذا يسعون في الوصول إليه وبأي طريقة كانت.. ومن وقتها، أي من وقت اختطافه وأهله يحاولون تأمين المبلغ المطلوب بهدف عودة ابنهم الصغير.

المبلغ المطلوب لفك قيد الطفل قطيفان وصل أخيراً إلى 400 مليون ليرة سورية بعد أن تنازلت الجهة الخاطفة ـ مشكورة ـ عن تخفيض المبلغ والذي كان مقرراً في بداية اختطافه بـ 700 مليون ليرة سورية، ما يعادل مائتي ألف دولار أميركي بالتمام والكمال، وهو رقم بالتأكيد ضخم جداً لا يمكن، بالإمكانات الحالية غير المتاحة تأمينه في ظل الظروف القاسية التي يعيشها المواطن في سوريا، والفقر المدقع الذي شلّ حركة الناس، ولم تقف العصابات المجرمة التي قامت بخطفه بالاكتفاء بتهديد أسرته وترهيبهم، بل رفعوا من قيمة المطالبات، وتهديدهم في حال تأخرهم عن سداد المبلغ المتفق علي وخلال فترة قصيرة على ألا تتجاوز أسبوعاً، وإلا سيلجأون إلى بتر أصابع الطفل الذي يتعرض للضرب والتعذيب، وهو لا حول له ولا قوة!.

صوت الحق يظل عالياً، ونحن من خلال هذا المنبر نرجو الله بتأمين الفدية المطلوبة لقاء فك قيده، وما زال أهله وأصدقائهم ومعارفهم يحاولون الوصول إلى حل يرضي الجناة بتأمين المبلغ المحدد.

أمثال هؤلاء الساخطين لا ضمير ولا قلب لهم، وكل ما يهدفون له هو الحصول على المال على حساب حبس حرية الطفل الصغير والاساءة له وتعذيبه والانتقام منه لسبب لم يعد معروفاً حتى كتابة هذه الأسطر.

ويبقى أملنا كبيراً في الافراج عنه من قبل هؤلاء المجرمين الذين تحولوا إلى عصابات إرهابية سوى العمل على اختطاف الأطفال وغيرهم من الشباب، والانتقام من الأهالي البسطاء الضعفاء لا لشيء، وإنما لأجل هدف واحد هو تحصيل المال، عصب الحياة أولاً، وهذا ما يسعون له جاهدين. وكلنا أمل بفك قيده وعودته إلى بيته، واللعب مع أقرانه بأسرع وقت ممكن.