لكل السوريين

تراجع إنتاج القمح

عبد الكريم البليخ

أصبح التنافس أكثر إثارة بين سلطة الإدارة الذاتية والنظام السوري لشراء قمح الجزيرة السورية نتيجة تراجع المساحات المزروعة وخروج آلاف الهكتارات من القمح والشعير جرّاء تراجع الهطولات المطرية الموسمية.. والمعروف أنَّ سوريا كانت تنتج ما ينوف عن أربعة ملايين طن من القمح قبل عام 2010، وهي الآن أمام كارثة حقيقية، ويقدر خبراء أن إنتاج الموسم الحالي قد لا يتجاوز أفضل أحواله إلى مليون طن، وهذا ما يعني تراجع مخيف في إنتاج المحاصيل إلى أكثر من 70 في المائة، مقارنة ذلك مع الأعوام الماضية.

وحسب أرقام لجان الزراعة في كل من الإدارة الذاتية وحكومة النظام فقد خرجت أكثر من 300 ألف هكتار من الأراضي الزراعية بالكامل كانت مخصصة لزراعة القمح، إضافة إلى تضرر موسم الشعير بعد خروج 400 ألف هكتار من موسم البعل ـ خطة الإنتاج ـ مع بقاء 135 ألف هكتار من القمح المروي و25 ألف هكتار من الشعير المروي ضمن خطة الإنتاج المقرّرة، وقد تكون المساحات أكثر من ذلك. ففي محافظة الحسكة لوحدها فإن المساحات القابلة للزراعة تقدر بنحو مليون هكتار.

موسم الحصاد للعام الحالي سيبدأ مع بدء الشهر القادم مايو/ أيار والصوامع بانتظار ما يصلها من كميات القمح لتخزينه بعد التراجع المثير للجدل في احتياط القمح لمستوى صار مثير للقلق، وهناك بعض الأصوات تقول بأن عتبة الإنتاج من القمح لن تتجاوز الـ 500 ألف طن.

وبحسب رئيس هيئة الاقتصاد والزراعة، وتشجيعا للأخوة الفلاحين بأنه سيتم تقديم كل التسهيلات والدعم للفلاحين بهدف تسليم محصولهم، كما سيتم دعم المشاريع الخاصة بالراغبين بإنشاء محالج أقطان ومستودعات أعلاف. أضف لذلك فإن لجان الزراعة والاقتصاد أتمت استعدادها بصورة نهائية لتسليم مادتي القمح والشعير من الفلاحين والمزارعين وشراء محاصيلهم لا سيما أن الوضع في أوكرانيا، وقرار الهند بمنع تصدير القمح خارجها، كان له تداعيات سلبية جداً، ولهذا وجب على مناطق الإدارة الذاتية بحاجة ملحّة للحفاظ على إقبال شراء مادتي القمح والشعير لدعم الحاجة لها.

بدورها الحكومة المركزية السورية رأت في رفع سعر شراء الكيلوغرام من القمح إلى 1700 ليرة سورية، مع منح الفلاحين 300 ليرة إضافية لكل كيلو غرام يتم تسليمه من المناطق الآمنة ليصبح 2000 ليرة سورية، ومنح مكافأة 400 ليرة لكل كيلو غرام يتم تسليمه من المناطق غير الآمنة، ليصبح سعر الكيلوغرام 2100 ليرة، وتخصص 13 مركزاً لتسليم محصول القمح مع إمكانية توزيع عشرة ملايين كيس خيش على الفلاحين لتعبئة المحصول وتسويقه لمراكز التسويق.

الجدير ذكره أنّ سوريا مقسّمة إلى ثلاثة مناطق محلية متصارعة، وهذه المناطق بمجملها تحتاج إلى حوالي 200ر4 ملايين طن من القمح سنوياً لتأمين حاجتها من الخبز. فمناطق النظام لوحدها بحاجة إلى 3 ملايين طن، بالإضافة إلى 360 ألف طن من البذور، ونحو 800 ألف طن للاستخدامات الأخرى لصناعة البرغل، المعكرونة، الفريكة، السميد، وغيرها من منتجات القمح بحسب إحصاءات وزارة الزراعة.

أما بالنسبة للمناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية، المدعومة من واشنطن، فتحتاج هي الأخرى إلى 600 ألف طن لطحين الخبز والبذور، والكمية نفسها تحتاجها غرب البلاد، والتي تنتشر فيها قواعد وجنود من الجيش التركي وتدعم بدورها فصائل مسلحة موالية لها.