لكل السوريين

الحصاد.. وسيلة لنساء دير الزور للتصدي للظروف المعيشية

السوري/ دير الزور 

تتخذ نساء دير الزور من مهنة الحصاد وسيلة للتصدي لمشقات الحياة، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها عموم البلاد.

واستطاعت نساء الريف الشرقي لدير الزور تحطيم القيود المفروضة على عمل المرأة في الزراعة، وما يؤكد ذلك مشاركة النساء في العديد من الأعمال التي تدير بموجبها مؤسسات مجتمعية، في حالة نادرة في المجتمع السوري، حيث اقتصر ظهور النساء على حالات فردية.

تقدم المرأة مساهمات هامة في الاقتصاد الريفي لجميع البلدان النامية، غير أن أخذ فرصتها الكافية لتقديم تلك المساهمات هي من أقل الفرص.

فمنذ نشوء الإدارة المدنية لشمال وشرق سوريا أخذت هذه الإدارة تعطي اهتماما خاصا للمرأة، حيث أعطتها الفرصة الكاملة لتشارك في جميع الأعمال وتبني حياتها.

في الآونة الأخيرة هناك ازدياد ملحوظ في عدد النساء اللواتي تتخذ دور المعيل للعائلة أو على الأقل تشارك في تقديم مدخول العائلة في المناطق الريفية لدير الزور.

وحسب تقرير للأمم المتحدة للأغذية والزراعة (ألفاو) لعام 2016 فان هناك أدلة دامغة على ثأنيث الزراعة إما لأن الرجال يتركون عملهم فيها أو بسبب زيادة مشاركة النساء في أنشطتها المختلفة.

حول موضوع عمل المرأة في الزراعة التقى مراسل صحيفتنا بإدارة مجلس المرأة للريف الشرقي، فاطمة السالم، التي قالت “وجود المرأة في الحقول الزراعة يشكل أمراً إيجابيا بشكل تام، فهي تساعد أسرتها في مدخولها كما تساعد المجتمعات المحلية للنهوض والتقدم خصوصا في ظل هجرة الذكور إلى الخارج بفعل الأزمة السورية، التي ألقت بظلالها على الوضع الاجتماعي والاقتصادي بشكل أساسي”.

وتابعت متحدثة “تعد الزراعة من أهم المهن التي تعمل بها المرأة لعدة أسباب، إما لكونها تهتم بالزراعة ومتابعة لها أكثر من الرجال ولأنها من الرواد الأوائل لعملية الزراعة كما يشير تاريخ الأجداد، بالإضافة إلى الحاجة المادية ومحاولة مساعدة الزوج في أعباء المنزل رغم الجهد الكبير الذي يتطلبه العمل في الزراعة”.

وأردفت قائلة “وخير مثال على ما نقول أنه هناك أعداد لا يستهان بها من نساء الريف الشرقي أخذت تشكل بما يسمى ورشات للعمل في الحصاد أو غيره من الأعمال الزراعية، حيث تتجمع عدد من النسوة من 7 إلى 15 ويشكلن بما يسمى ورشة تتعهد عمل معين مقابل مبلغ، وأصبح المزارعون المحليون يعتمدون على هذه الورشات بشكل أساسي لأن جودة العمل المنتج من قبل هذه الورشات عادة يكون بجوة عالية ”

من الجدير ذكره أنه من فترة ليست بعيدة كان يحضر على المرأة الخروج من المنزل، وتم تحجيم دورها داخل جدران المنزل، لكن بعد التحرير أخذ المجتمع يفهم دور المرأة جيدا، حتى المرأة نفسها أصبحت لديها القدرة على مزاولة المهنة التي ترى نفسها قادرة عليها، وهي الآن تشارك الرجل في كافة المجالات الإدارية والاقتصادية.