لكل السوريين

الخياط المستفيد الأكبر.. الترقيع بدلاً من شراء الألبسة الجديدة بحمص

حمص/ بسام الحمد

أدى ارتفاع أسعار الألبسة الجديدة بشكل متضاعف في أسواق حمص، إلى تزايد الإقبال على إصلاح الملابس القديمة وترقيعها لدى الخياطين، في ظل تدني القدرة الشرائية لدى المواطنين.

يقول عبد القادر وهو خياط إن “مهنة الخياطة ضمن الظروف الراهنة ازدهرت من جانب واحد وهو تصليح وترقيع الملابس”، على الرغم من ازدياد أعداد الخياطين في العديد من المناطق والأحياء الشعبية.

ويضيف أن “الناس جميعهم كانوا يتوقعون انقراض هذه المهنة خلال السنوات المقبلة، لكن خلال الذي حصل هو زيادة إقبال الزبائن على إصلاح ملابسهم القديمة بعد ارتفاع أسعار الملابس الجديدة أضعافاً؛ فأصبحت الأولويات تأمين الطعام والشراب والأدوية”.

ويحاول الخياط إخفاء عيوب الملابس القديمة باحترافية، لتجنب من سيرتديها أي حرج، لذلك يحاول أن تبتكر أفكاراً جديدة من خلال وضع لمساتها السحرية على أي قطعة ملابس تقع بين يديه، ويرى أن العمل في إصلاح الملابس يحتاج إلى نوع من التركيز والذوق أيضاً؛ فهي عبارة عن إعادة تدوير قطعة قديمة بالية لتكون قطعة جديدة مختلفة.

وفي خطوات سريعة، تسعى الطالبة الجامعية آلاء التي تعمل في مجال الخياطة، لإنجاز عملها قبل انقطاع الكهرباء الذي يصل إلى ست ساعات يومياً، وإلا فإن أكوام الملابس ستحاصرها وستضطر للسهر ساعات طويلة بهدف إنهاء عملها وتسليم الملابـس لزبائنها.

ويقول علي الذي يبلغ من العمر 48 عاماً، خلال انتظاره تصليح بنطال طفله المدرسي، إن “الوضع الاقتصادي لا يسمح لنا بشراء كل ما نحتاج إليه؛ فالسوري أصبح يضع تأمين أولويات المعيشة نصب عينيه، ويستغني عن الكماليات”.

ويشير علي الذي يعمل موظفاً في إحدى المؤسسات الحكومية إلى أن “راتبه لا يكفي إلا لإيجار منزله، ولا يستطيع شراء ملابس جديدة لأطفاله كلما تمزقت القديمة، فيضطر لإصلاحها مقابل مبلغ زهيد من المال”.

ويضيف: “كنت أشتري ملابس جديدة لأطفالي في جميع المواسم (الصيف والشتاء والأعياد وغيرها)، لكن الظروف تغيرت ودخلي لا يتجاوز 100 ألف ليرة؛ لذلك علينا أن نتدبر أمورنا لعل الأمور تصبح أفضل في المستقبل”.

وتشهد أسواق حمص ارتفاعاً كبيراً بأسعار الألبسة رغم أن معظم البضائع المعروضة ذات منشأ محلي، في حين يعتبر مسؤولون أن “سبب ارتفاع أسعار الألبسة يعود إلى ارتفاع جميع مستلزمات إنتاجها من المازوت الصناعي واليد العاملة والضرائب”.

ويكشفون أن المعامل والمنشآت تعاني من انقطاعات طويلة للتيار الكهربائي، وبالتالي تلجأ إلى الطاقة البديلة عبر المولدات، ما يرفع تكاليف الإنتاج مباشرةً، كما أن ارتفاع أسعار المواد الأولية المحلي منها والمستورد الناتج عن ارتفاع سعر الصرف انعكس على أسعار الملابس الجاهزة.

وتشهد أسواق الألبسة في سوريا ركوداً هو الأكبر خلال السنوات الماضية، وفقاً لأصحاب محال الألبسة في الأسواق الشهيرة بحمص، حيث انخفضت المبيعات أكثر من 90 في المئة عن العام الماضي، علماً أن العام الماضي انخفض المبيع بين 70 و80 في المئة عن الذي سبقه، وقياساً بذلك، تعتبر الحركة هذا العام شبه معدومة.