لكل السوريين

فاطمة الطراف: المرأة أساس النظام الديمقراطي، والحوار السوري السوري هو هدفنا رغم العراقيل

السوري/ الحسكة ـ اعتبرت السياسية في مكتب حزب سوريا المستقبل في الشدادي أن الأهداف التي وضعها حزب سوريا المستقبل نصب أعينه والشعبية التي يحظى به في شمال وشرق سوريا جعلت منه حزبا له ثقله على الساحة السورية.

بعد انطلاق الثورة السورية وتشكيل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا تعددت سمات الديمقراطية في مناطقها، فتشكلت العديد من الاحزاب السياسية بعد أن كانت سوريا مصبوغة بنظام الحزب الواحد، ومن أبرز الأحزاب التي تشكلت في سوريا حزب سوريا المستقبل الذي أثبت وجوده بفترة وجيزة.

وحول هذا الموضوع ومواضيع أخرى أجرت صحيفتنا لقاءً مع السياسية فاطمة الطراف، العضو في مكتب حزب سوريا المستقبل في الشدادي بريف الحسكة، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

ـ من أجل بناء سوريا ديمقراطية تأسس حزب سوريا المستقبل، فهل حقق الحزب هدفه؟

حزب سوريا المستقبل ولد من رحم الأزمة السورية، وتلبية لمطالب المجتمع السوري ليكون الإرادة السياسية لهم في سبيل تحقيق الديمقراطية والتعددية واللامركزية، في الحقيقة إن الحزب منذ انطلاقته بدأ بتنظيم نفسه وتحقيق أهدافه في نفس الوقت.

كما نعلم أن مبادئ سوريا المستقبل تحتاج الكثير من العمل الجاد لتحقيقها وليس من السهل القول بأننا حققنا هدفنا المرجو، لكن ترسيخ هذه المبادئ ضمن كوادره الحزبيين بدا واضحاً في المراحل السابقة لتكون نقطة بداية إلى تحقيق الديمقراطية والتعددية واللامركزية في عموم سوريا، وفي الختام استطاع الحزب أن يثبت نفسه بجدارة بعمره القصير منذ تشكيله وصولاً ليومنا الحالي.

ـ هل يمكنك تقييم عمل الحزب في السنتين الفائتتين؟

مسألة التقييم مسألة نسبية تختلف من مجتمع لآخر ومن شخص لآخر وكذلك من بلد لآخر، فمبادئ حزب سوريا المستقبل وأهدافه تشكل قواعد حزبية بالحجم الذي نراه لسوريا المستقبل في مختلف مناطق شمال وشرق سوريا والداخل السوري وحتى الخارج، وبحسب جهودنا التي نبذلها لسوريا المستقبل أرى أن مرحلة التأسيس تقييمها جيد ولكننا نطمح لأكثر من ذلك.

ـ بعد انعقاد المؤتمر الثاني للحزب، ما هي أهم الاعمال التي أنجزتموها حتى الآن؟

الأعمال كانت تجري على سياق تنظيمي وفعاليات في آن واحد، ففي السياق التنظيمي، استطعنا توسيع هيكليتنا التنظيمية فشكلنا ١١ مجلس مدينة و٢٧ مجلس للناحية وعدد كبير من اللجان ضمن شمال وشرق سوريا، بالإضافة لتشكيل مجالس للشباب والمرأة ضمن المدن، والعمل جاري على تشكيل المجالس العامة ومنح خصوصية للشباب والمرأة باعتبارهما عمود الحزب والقوة الفاعلة فيه، وعلى صعيد آخر، المئات لا بل الآلاف من النشاطات في المجال السياسي والثقافي والاجتماعي وكذلك الصحي، وغيرها العديد من الفعاليات التي تدعم الشباب والمرأة من ندوات ومنتديات ونشاطات وحملات ودورات تقوية في شتى المجالات

الأهم هو السعي في تمكين الحوار السوري السوري باعتباره الحل الوحيد للأزمة السورية وكذلك المشاركة مع مجلس سوريا الديمقراطية في الحوار مع الحكومة السورية، فلا يمكن تجاهل تسميتنا بحزب الشهداء، فقدمنا خمسة شهداء في سبيل الديمقراطية.

ـ هل هناك صعوبات واجهتكم؟، وفي حال وجودها ما هي تلك الصعوبات؟

لا يوجد عمل سياسي بدون صعوبات، وخاصة بسبب المفاهيم الخاطئة التي زرعها البعث في أذهان المجتمع السوري في الابتعاد عن السياسة باعتبارها من المحرمات، فتلك النظرة المسبقة تطلبت منا جهداً مضاعفاً لإيصال فكر حزب سوريا المستقبل إلى المجتمع السوري.

استطعنا التغلب على الصعوبات بسبب الجهود الجبارة وتنمية الملكة الفكرية للأهالي بتكثيف الندوات بشتى مجالاتها، ناهيك عن جائحة كورونا التي أثرت على العالم بأجمعه، وبالتالي تأثرنا فأبطئ عمل الحزب التنظيمي وايقاف فعالياته ونشاطاته.

ـ ما هدف الدولة التركية المحتلة من الهجمات على شمال وشرق سوريا، واستهدافها المرأة بالدرجة الاولى؟

ليس غريبا عن الدولة التركية مثل هذه التصرفات، فهي تحاول تصدير أزمتها الداخلية إلى الخارج لتعويض الانهيار الاقتصادي وتغطية على الأعمال التي تقوم بها بحق السياسيين في الداخل التركي، وربما الهاجس الأكبر لها هو نجاح المشروع الديمقراطي في الشمال السوري وانتقاله إلى تركيا، مما يعني انتهاء الدولة العثمانية من الداخل وإنتاج نظام ديمقراطي حاكم فيها لذلك ستسعى جاهدة لإفشال الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

أما استهدافها المرأة وخاصة المرأة السياسية، فهو لمعرفتها بأن المرأة هي نصف المجتمع وهي إحدى الركائز التي تبنى عليها الدول الديمقراطية، واستشهاد المهندسة هفرين خلف أكبر الدلائل على ذلك، ففي اغتيالها حاولت تركيا إحباط مشاركة المرأة في السياسة والإدارة وكسر أحد أهم ركائز الديمقراطية، ولكن رغم ذلك نرى إصرار المرأة في جميع المناطق السورية على حقها في التمثيل السياسي واحباط جميع طموحات الدولة التركية.

ـ كلمة أخيرة توجهينها عبر صحيفتنا؟

في الختام أود القول أنه رغم ما خسرناه وسنخسره، سنمضي قدماً في سبيل تحقيق أهدافنا بتحقيق الديمقراطية والتعددية واللامركزية في سوريا، ونعاهد الشهيدة هفرين خلف وجميع شهدائنا أننا سنسير في الطريق الذي بدأوه، والمجد والخلود للشهداء.

حاورها/ مجد محمد