لكل السوريين

من داخل البلد

عبد الكريم البليخ 

قرأت في “فيسبوك” بوست منشور وجريء لأحد الزملاء الصحفيين المقيمين في أحضان النظام السوري يتناول فيه عدد من الصور السلبية التي ترافق عمل الحكومة الحالية التي تدير البلد، وهذه الصور في الواقع يلزمها بتر من جذورها، وأوّلها أنه ما دام أنَّ وزارة الاتصالات غير قادرة على زيادة بوابات الانترنت لمشتركيها في المحافظات فإنه من الأفضل إنهاء دورها، ووقف عملها بصورة نهائية، لأنها لا تستطع خدمة المواطن وتلبية رغباته، وبالتالي لم يعد لها ضىرورة.!

والحال كذلك ينطبق على وزارة التجارة وحماية المستهلك، فهي الأخرى غير قادرة على لجم الأسعار، وتوفير السلع والمواد الأساسية للمواطن.

وكذلك الحال بالنسبة إلى وزارة الداخلية التي تقف متفرجة حيال السرقات التي تحدث في البلد، وهي غير قادرة على الحد منها. ومثالها السيارت الخاصة التي تسرق من أمام البيوت، ويطالب المواطن أيضاً بمنح تسهيل جوازات السفر بعيداً عن ابتزازه وإذلاله، والعمل على دفعه مبالغ لا يتقبلها عقل!

وكثير غيرها من الملاحظات التي تدخل في اختصاص بقية الوزارات الحكومية التي لم يعد لها حضوراً نتيجة الاهمال والتقاعس الذي يعيشه العاملون فيها!

 

***

لا زالت المرأة، ومنذ أمد بعيد، تُعاني الكثير من الفوارق، سواء أكان ذلك داخل الأسرة أم خارجها، رغم مسؤولياتها الكثيرة والمتنوعة في الحياة، وهذا لا يعني بتاتاً أن نهمّش دوّرها داخل محيطها الأسري الذي شابه الكثير من المصاعب، وما زالت ـ وإلى اليوم ـ تعاني الكثير من التحدّيات، في الوقت الذي تقع عليها مسؤوليات جسام، ومن خلالها يمكن أن نتمثل للكثير من القضايا والأهوال التي لا تزال تقف حجر عثرة في طريقها.

وفي هذه الحياة، فإنَّ الأم يبقى لها شأن عظيم في المجتمع، ككل، ولا يمكن بحال أن نقلّل منه، وغيابها يعني اختلال توازن الأسرة، وانهيار ركن أساسي من أركانها.

فالأم، لعبت وما تزال تلعب دوراً مثالياً في المجتمعات التي تحترم المرأة وتقدّر دوّرها، سواء أكانت زوجة، أم أخت، عاملة أو غير ذلك، وهذا لا يعني إلغاء هويتها، والتقليل من شأنها في حال وصلت إلى سن معينة.. بل تظل إشعاعاً ينير درب الأجيال القادمة، ودوّرها في المجتمع يبقى ضرورياً وملحّاً، وإن انتابها الكثير من النوازع والمقدرات الحياتية، ومكوّناتها الذاتية التي صار مجرد عنوان كبير في حياة كثر فيها الانزعاج والألم، وازدادت وتائره نتيجة صعوبة التغلب على قسوة الحياة وتأمين متطلباتها.

 

***

كانت ولاءات رئيس تحرير الصحيفة التي يعمل بها لأصحاب الشأن لا تعد ولا تحصى، ولمن أراد أن يكون له كلمة لها وقعها في الإطار العام،  ما سوف يعبّر عنه كثيرون لتولي وظائف لها مكانتها، وإن كانت تكرّس لحالات كئيبة ونتائج مرعبة برغم مركزه السيادي، وأراد له المحبّون أن تكون خارج إطار جوقتهم وحلمهم الأبدي الذي أراده البعض الآخر من الإقلال منه، وتركه على الهامش، ولم يدرك البقية من بين الجوقة التي ينتمي لها من أن يغضون الطرف عنه، لا سيما أن حالات الكثير من الزملاء، من أمثاله، يعيشون المعاناة ذاتها، ويحاولون، جادّين، التخلّص منها بصورة أو أخرى، كي لا تتأجج ويقع الفاس في الرأس، وعندها لا يمكن أن يغفر لها أحد حيال ما سبق، مهما كانت مكانته الوظيفية وعلاقاته الاجتماعية، وإن وصلت إلى رأس الهرم!.

ألوان قزحية شكلت معها صورة ولا أجمل للسيد رئيس التحرير، وهو يحاول الخروج من بيته إلى مكان عمله، المكان الذي يستمر فيه طيلة نهاره، وأكثر من نصف ليله حتى الانتهاء من طباعة عدد الصحيفة بالكامل التي يرأس تحريرها، والمعني بنشر كل صغيرة وكبيرة فيها.

خطأ بسيط، وإن كان غير مقصود منه أو من قبل زملائه المحررين العاملين في الصحيفة، سيقضي بالتأكيد على مستقبله الوظيفي، ما يعني هذا أنه يتحمّل مسؤولية مهمة وكبيرة، وقد يكون السجن مصيره، وخاصة إذا كانت تتعلّق بهيبة الدولة أو رئيسها، فهذا ما يعني أنه حفر قبره بيده!.