لكل السوريين

الفريكة تتصدر جميع أنواع القمح من حيث الفوائد

الفريكة معروفة منذ مئات السنين وقد اشتهرت بلدان الشرق الأوسط بطبخة الفريكة مع الدجاج او مع لحم الغنم او العجل او الجمل، وهذه الحبوب ليست معروفة في بلادنا فحسب، إنما تمتد شهرتها في بلاد الغرب وذلك بسبب خواصها الغذائية وفوائدها الصحية واحتوائها على كمية قليلة من الغلوتين.

اكتشفت الفريكة منذ حوالي 2000 عام , واسطورتها المعروفة, تقول انه عندما تم الهجوم الى قرية فــقيرة في احدى بلدان الشرق الأوسط وتم احراق كل محصول القمح فيها وهو لم يزل أخضر يانع.

بعد الحريق وجد الفلاحون الفقـــراء أنفسهم مضطرين لإزالة الطبقة السطحية للحبوب ومن ثم طبخوا اللب، وهكذا تم اكتشاف الفريكة.

الفريكة إذن هي القمح الأخضر الذي تم حصاده قبل جفافه، وهو لا يزال في ذروة الغنى بالمواد الغذائية مقارنة مع القمح الذي يتم تجفيفه من أجل حصاد الخريف. بعد حصاد الفريكة يتم تعريضها للحرارة عن طريق حرقها ثم يتم جرشها.

يجب إنتاج الفريكة من القمح وهو ما يزال في مرحلة النضج الشمعي وذو لون أخضر حيث تستمر هذه المرحلة 1-2 أسبوع، بعدها يصفر القمح ولا يمكن إنتاج الفريكة منه. تنتج الفريكة وفق المراحل التالية: يحصد القمح في الصباح الباكر ويفرد على شكل طبقة في العراء ليجف.

يجمع القمح على شكل كوم، وتحمص السنابل وتعرض أثناء ذلك لتيار هواء خفيف يؤمن تحميص السنابل دون حرقها، معطيا للفريكة لذتها الخاصة فزيادة درجة التحميص تسبب طعم مادة محروقة يخفض من جودتها. ويفضل تجميع السنابل باتجاه واحد وإسنادها على أنبوب معدني أو حجارة مصفوفة بشكل يفصل بين الساق والسنابل وبذلك يتيح وقوع السنابل في طرف والساق والأوراق في طرف آخر عند حرقها.

تفصل السنابل عن الرماد والأوراق المحروقة والقش وباقي الشوائب. تجمع السنابل المحمصة على شكل كوم. ومن ثم تفرد على شكل طبقة رقيقة في العراء لتجف. فرد السنابل على شكل طبقة رقيقة يقلل من احتمال تخمرها وارتفاع درجة حرارة الطبقات السفلى دون جفافها. وفي حال عدم توفر المساحات لفردها على شكل طبقة رقيقة يمكن تجفيفها وهي بحالة كوم مع تحريكها من وقت لآخر. رطوبة القمح عند حصاده 35-50% وفي نهاية عملية التجفيف هذه تصل الرطوبة إلى 15% أو أقل من ذلك. تفصل حبات الفريكة بدرس السنابل. تجرش وينتج عن الجرش ثلاث منتجات: فريكة خشنة (تستهلك كالبرغل والأرز) فريكة ناعمة (تستخدم في مأكولات خاصة، كبة..) طحين (يستخدم كعلف) نخالة (تستخدم كعلف)

من أهم العوامل المؤثرة على التركيب الكيميائي للفريكة زمن حصاد القمح الأخضر. هناك دراسات أجريت لمعرفة تأثير زمن الحصاد فوجد انه كلما تأخر زمن الحصاد انخفضت نسبة البروتين والدسم والرماد على عكس نسبة النشا.

خواص الفريكة الغذائية

تعتبر الفريكة من الحبوب الكاملة، يحتوي ربع كوب من الفريكة (أي 60 غراما) على:

160 سعرة حرارية، 1 غرام من الدهون، 32 غراما من النشويات، 7 غرامات من الألياف، 6 غرامات من البروتين، و 10 في المئة من ما يحتاجه الشخص البالغ من الحديد ويمكن لهذه الكميات أن تختلف قليلا بحسب المصدر لكن المهم أنها تبقى شبه خالية من الدهون، غنية جدا بالألياف وتعتبر مصدرا ممتازا للبروتين مقارنةً مع الحبوب الاخرى.

الفريكة غنية بالزياكسانثين واللوثين والفيتوكيميكال وهي المواد الكيميائية التي تتواجد طبيعيا في النباتات وتساعد على الحفاظ على صحة العيون.

تعد الفريكة مصدرا جيدا للفوسفور والمغنيزيوم وهي خالية من الدهون المشبعة ومن الصوديوم أو السكر.

ورغم أن الفريكة ليست خالية من مادة الغلوتين، والتي هي مادة محسسة خاصةً عند الذين يعانون من الداء الزلاقي، إلا أنها لكونها تحصد خضراء فإن الغلوتين فيها لم يتمكن من النضوج كاملا وبالتالي فالفريكة تحتوي على كمية اقل من الغلوتين مقارنة مع القمح الناضج. ولكن رغم ذلك فإن على الذين يعانون من الداء الزلاقي الابتعاد عنها كليا

  • فوائد الفريكة الصحية
  • إن الفريكة تساعد على خسارة الوزن. هذا لأنها غنية بالبروتين والألياف وتجعل الإنسان يشعر بالشبع لمدة أطول. ومقارنة مع الرز الأسمر، تحتوي الفريكة على أربعة أضعاف كمية الألياف. والريجيم الغني بالألياف مرتبط دائما بتخفيف الوزن.
  • الفريكة تعمل على بناء العضلات وزيادة القدرة على التحمل، حيث ان كل 100 غرام من الفريكة يحتوي على 2.2 غرام من الأحماض الأمينية المسماة بحمض الجلوتاميك، ويعتبر هذا النوع من الأحماض شائع الاستخدام بين الرياضيين وممارسي كمال الأجسام لأنه يساعد في بناء العضلات وزيادة التحمل
  • يمكن للفريكة أن تحمي العين. هذا لأنها غنية باللوتين والزياكسنثين والتي هي من زمرة الكاروتين وهي عوامل مهمة للحفاظ على صحة العين.
  • ويمكن لها أيضاً أن تساعد في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، هذا لاحتوائها على الألياف التي تقي من الإمساك وتقلل من خطر حدوث داء الرتوج. وبالإضافة إلى ذلك تحتوي مادة الفريكة على البر وببوتيك والتي تساعد على صحة البكتيريا الجيدة في الجهاز الهضمي.