لكل السوريين

نازحو إدلب.. الإعلام التركي يدعي بأن شمال شرق سوريا غير آمنة، ولكن عند وصولنا شاهدنا العكس

أكد نازحون قدموا من إدلب واستقروا في مخيمات في مناطق شمال شرق سوريا، أن الحال في شمال غرب سوريا مأساوية للغاية، مشيرين في الوقت عينه إلى أن الإعلام التركي يدعي بأن مناطق شمال شرق سوريا غير آمنة، في خطوة لدفع المدنيين لعدم النزوح إليها.

منذ تقديم القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية دعوة لنازحي إدلب بالقدوم إلى مناطق شمال وشرق سوريا كونها الأكثر أماناً، نزحت المئات من عائلات مدينة ادلب وريفها باتجاه المناطق التابعة للإدارة الذاتية، وخاصة مدينة الرقة.

ونظرا للحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام مسنودة بروسيا، على آخر معاقل التنظيمات الإرهابية في شمال غرب سوريا، أصبح العيش في مدينة ادلب مستحيلا، ولذلك اضطر المئات من المواطنين السوريين إلى النزوح خارجها، واختار العديد منهم مناطق شمال شرق سوريا لكونها المناطق الأكثر أمانا في سوريا.

وبعد أن خرجوا من المدينة أصبحوا بين نارين، نار القصف من خلفهم، والضامن التركي الذي أغلق أبواب

ه أمامهم، وجدوا أنفسهم محتارين لا يعرفون عن مستقبلهم المجهول شيئا.

وما إن دخلوا مناطق الإدارة الذاتية حتى وجدوا أن المنطقة أكثر أمانا، على عكس ما يروج له الإعلام التركي والتنظيمات الإرهابية.

وللاطلاع بشكل أوسع حول أوضاع النازحين، سبق لصحيفتنا أن التقت مع رئيس مجلس نازحو ادلب؛ هيثم الحاج عبدالله، الذي قال: “المعارك مشتعلة هناك، الروسي يقصف، التركي يرد، النزاعات على أوج تصعيد، لا نريد سوى العيش بسلام، السبب الرئيسي لقدومنا إلى هنا، هو الدعوة التي قدمت لنا”.

وذكر الحاج عبدالله: “دعوة قوات سوريا الديمقراطية لنا أشبه بالرجل المنقذ، بعد أن ضاقت سبل العيش بالأهالي، وخاصة بعد إغلاق الاحتلال التركي حدوده أمام المدنيين العزل، فكان المفر الوحيد هي مناطق شمال وشرق سوريا”. 

ولفت الحاج عبدالله “أعداد العائلات النازحة نقص مؤخرا، مقارنةً بالأشهر السابقة، وذلك نتيجة قيام مرتزقة أردوغان باعتقال كل من يحاول العبور إلى شمال السوري ومحاكمته كمجرم، مما أدى إلى تخوف كبير لدى النازحين وقلة في توافدهم”.

وأشار إلى مشكلة تواجه النازحين، وهي نقص البيوت السكنية؛ حيث أن نازحو ادلب القدامى قاموا باستضافة النازحين الذين قدموا مؤخراً في بيوتهم، لافتا إلى أن الحاجة كبيرة للخيم، ريثما يتم إنشاء مخيم مخصص لهم.

وعن الوضع الصحي، قال “الوضع الصحي جيد نوعا ما، لكنه غير كافي، قدمت لنا وعود بالدعم الطبي، حاليا هناك مستوصفات قريبة مدعومة من قبل الإدارة الذاتية، مع العلم أن هناك العشرات ممن فقدوا أطرافهم خلال الحرب، وبعض منهم من ذوي الا

حتياجات الخاصة”.

وأشاد هيثم بالعناية الفائقة التي تبديها الإدارة الذاتية تجاه أهالي إدلب، واصفا بأن ما تقوم به الإدارة يعود للروح والانتماء الوطنيين اللذان تتحلى بهما الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.

وفي سياق متصل، أعلنت الإدارة الذاتية أول من أمس أنها ستواصل تقديم الدعم لأهالي إدلب، ومستعدة لاستقبال الآخرين، مطالبة الأمم المتحدة بتقديم المساعدات لهم.

تقرير/ فهد الخلف