لكل السوريين

حُبّا وشغفا.. “النرجيلة” تحافظ على مكانها في مجالس نساء اللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي 

يُتهم هذا الجيل بشغفه بتدخين النرجيلة، وتكاد هذه التهمة تكون أكثر التصاقاً بأهل اللاذقية، ولا نستغرب هذه التهم ولا ننفيها، وإنما نورد ما جاء في الوثيقة التاريخية التي تعود الى عام 1840عرضها الباحث علام رحمة، والتي تظهر رسماً لسيدة في اللاذقية مستلقية على أريكة وهي تدخن النرجيلة، اللوحة رسمها الفنان الفرنسي بروسمبير ماريلا.

وكان قد أقام في اللاذقية ولا شك أن هذه الوثيقة تحسم الجدل وتؤكد التهمة بأن أهل اللاذقية يدخنون النرجيلة منذ أكثر من عقدين من الزمن نساؤهم قبل رجالهم.

كذلك في مدينة طرطوس وريفها، حيث يمكن ببساطة أن تجد نساء يدخنون النرجيلة وهي ملكهم الشخصي، ويجلسون في حلقات تكاد تصل إلى 10 نساء أحيانا، ويحضرن معهن كل مستلزمات النرجيلة، حتى الفحم، إضافة لغازات صغيرة من أجل صناعة القهوة والشاي، كذلك كراسيهم البلاستيكية أو المصنوعة من القماش التي يمكن طويها، وطاولات ثلاث أو أربعة، كل واحدة تحضر شيئا، أو تصنع شيئا وفق المتفق عليه، وأحيانا يجلسن على الكوريش البحري، حيث لا يوجد لأي مقهى أو مطعم، أو أحيانا في البرية حيث الطبيعة الخضراء، أيضا لوحدهن، ولساعات طويلة.

على العموم، هذه العادة تعتبر من ثقافة أهل المحافظتين، حالها حال المتة، وهي متداولة حسب ما ذكرنا آنفا منذ أكثر من قرن ونصف، لكن وسط هذا الغلاء الفاحش، ناهيك عن الأثار السلبية لهذه الظاهرة ألم يئن الوقت للتخفيف منها على أقل تقدير.