لكل السوريين

جرائم لا تتوقف.. “الجندرما التركية” وحش جائع يواصل التهام أرواح السوريين

إدلب/ عباس إدلبي

أبت الجندرما التركية إلا أن تقحم نفسها كأحد أكثر الأطراف التي لها يد في الحرب السورية قتلا للسوريين الأبرياء الذين يحاولون الهروب من شبح الموت في بلادهم، لتجعل من نفسها بمثابة وحش جائع لا يشبع من أرواح السوريين بمختلف انتماءاتهم.

فمن شيخ طاعن في السن إلى طفل حديث الولادة إلى فتاة هربت لتحافظ على نفسها من الاغتصاب على يد الإرهابيين في بلدها فوجدت نفسها ضحية لسرية كاملة من الجيش التركي، والقصص كثيرة.

جرائم أخرى تضاف لسجل الجندرما التركية على الحدود مع سوريا، وكأن حال المواطن السوري يقول الموت ملاحقنا أين ما كنا، إن كان في بلدنا أو على الشريط الحدودي.

في جريمة يندى لها جبين الإنسانية وعلى مرأى ومسمع العالم كله، قتلت الجندرما التركية عائلة كاملة حاولت الدخول للأراضي التركية عبر سماسرة تهريب، لتجد نفسها ضحية لعناصر الجيش التركي المحتل، فالعائلة التي ظنت أنها ستنجو من الموت في بلدها لاقته على طريق النزوح.

الأب وزوجته وأولاده الثلاث قضوا بنيران قوات الجندرما دون أي شجب أو تنديد أو لفتة من وسائل الإعلام المحلية أو غيرها، في حادثة ليست الأولى من نوعها، وإنما سبقها العشرات من الجرائم الوحشية بحق المدنيين، وعلى أيدي قوات الاحتلال التي تدعي أنها جاءت لسوريا لمساعدة الأهالي الذي يقبعون في المنطقة التي تحتلها.

أبو إسماعيل، أحد سكان الشريط الحدودي في منطقة حارم شمالي إدلب، كان شاهد عيان على كل الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال التركي بحق السوريين، قال لصحيفتنا “قوات الجندرما ترتكب الجرائم اليومية بحق المزارعين وغيرهم بحجة حماية الشريط الحدودي، وفي أغلب الأحيان لا نستطيع حراثة أرضنا أو جني محاصيلنا بسبب عمليات القنص اليومية”.

وأثناء جولة لمراسلنا بمحاذاة الشريط الحدود التقى مع عدد من السكان، والذين أجمعوا على رأي واحد أن قوات الجندرما ارتكبت جرائم لا تعد ولا تحصى بحق الشعب، ولا يفرقون بين كبير في السن أو من هم في سن الشباب، ولا حتى بين الرجال والنساء.

ملهم م، ناشط إعلامي في منطقة حارم، يقول “عمليات القنص مستمرة بشكل يومي، وتلقى غطاء سياسي بحجة حماية الحدود التركية من دخول الإرهابيين، ونحن مجموعة من الإعلاميين قمنا برفع مذكرة للأمم المتحدة طالبنا فيها بمحاسبة القتلة والمجرمين الذين يمارسون العقوبات بحق الشعب المسكين”.

وإن كانت سجلت خلال سنوات الحرب السورية المئات من الجرائم المماثلة المرتكبة من قبل قوات حرس الحدود التركية في مختلف المناطق الحدودية السورية- التركية. إلا أن الاستهدافات التي تنفذها النقطة التركية الموجودة على الحدود مع “لواء اسكندرون” السوري بشكلٍ خاص ازدادت بشكل كبير خلال الأشهر الماضية.