لكل السوريين

“تكفي رحلة ذهاب وإياب فقط”.. تخفيض كمية المحروقات تخنق كراجات مدينة طرطوس

طرطوس/ ا ـ ن

خلال الأيام الماضية شهدت محافظة طرطوس وريفها أزمة نقل خانقة، في مدن بانياس وصافيتا والدريكيش والشيخ بدر والقدموس، والسبب الرئيسي هو تخفيض كميات المحروقات 30 بالمئة، وكانت الطامة الكبرى عند ظهيرة كل يوم خلال انتهاء الدوام الرسمي وعودة الناس إلى منازلها.

الازدحام كبير في الكراجات

منير وهو سائق سرفيس على خط صافيتا – طرطوس، قال لصحيفتنا “المخصصات التي نحصل عليها لا تكفي سوى رحلتي ذهاب وإياب فقط”.

وأشار “هذا لا يعمم على جميع سيارات النقل على مختلف الخطوط، حيث تم تزويد السرافيس بمادة المازوت على دفعتين. الدفعة الأولى كانت حوالي 19 ليتر فقط من المخصصات البالغة 38 ليتر للسرافيس العامة بين مركز المدينة والمناطق يوميا, والدفعة الثانية حوالي 11 ليتر فقط مع الالتزام بختمين على دفتر السائق، مما يعني أن الازدحام سيستمر وخاصة ما بعد الظهيرة”.

عدنان وهو سائق سرفيس على خط بانياس – طرطوس, أوضح أن “قرار تخفيض كميات المازوت من 17 طلب مازوت يوميا لمحافظة طرطوس إلى 11 طلب فقط بمعدل تخفيض 30% جاء في وقت صعب. فالمواطنون إلى أعمالهم وطلاب الجامعات بدأت بالدوام الفعلي وكذلك بالنسبة لطلبة المعاهد الكثيرة المنتشرة على مختلف المناطق في المحافظة وخاصة في قطاع طرطوس المدينة”.

وأعلنت المحافظة إن جميع الكوادر البشرية ذات العلاقة استنفرت منذ أربعة أيام مضت وبدأت بتطبيق الحلول البديلة التي تعتمد على تسيير السرافيس من الخطوط غير المضغوطة إلى الخطوط المضغوطة بمتابعة مباشرة من لجان المتابعة في كل كراج انطلاق، وهذا هو الحل الوحيد المتوفر في الوقت الراهن.

لكن صفحات التواصل الاجتماعي المحلية قامت بنشر صور الازدحام في الكراج قبل مدخل المدينة. والخاص بخطوط صافيتا والدريكيش والشيخ بدر والقدموس وبانياس، حيث احتشد عدد كبير من المواطنين بانتظار أي وسيلة نقل تقلهم إلى منازلهم، لقد كان الزحام أشد من أن يوصف، مواطنون بانتظار بارقة أمل، وحدثت عدة ملاسنات كادت أن تتطور لمشكلة بين المواطنين وموظفي الكراجات، الذين أخبروا الناس بأنه نتيجة تخفيض مخصصات المازوت فإن السرافيس لن تسير الا بشل مدروس وحدد.

لم يكن الوضع داخل المدينة أفضل من ذلك، حيث انتظر مواطنون كثيرا من الوقت تجاوز الساعة والساعتين بانتظار باص يقلهم إلى وجهتهم، بالتزامن مع ذلك كانت المحافظة تعقد جلستها الأسبوعية.

والتي استحوذ عليها نقاش سبل حل أزمة النقل بعد قرار تخفيض المخصصات, واعلن عن اتخاذ عدة إجراءات لتخفيف منعكسات تخفيض المخصصات المفاجئ.

والذي وصلت نسبته إلى 30 بالمئة وتسبب بانهيار منظومة النقل في المحافظة, وتم إدخال 35 سيارة نقل إلى الخطوط التي تعاني من ضغط النقل ضمن المدينة. كذلك تسيير باصات نقل داخلي سيتم تزويدها بالمحروقات يومياً قبل الساعة الـ7 صباحا عوضا عن 8 ونصف كما كان معمول به سابقا, وتم السماح بدخول السرافيس القادمة من منطقة صافيتا والمنطقة الجنوبية إلى مركز المدينة مرورا بالكراج القديم.

كما هو الحال بالنسبة للسرافيس المنطقة الشمالية والشرقية من المحافظة. اعتبارا من اليوم الخميس، وذلك لتخفيف ضغط النقل من الكراج الجديد إلى وسط المدينة.

وعلى ما يبدو أن ضبط حركة كراجات الانطلاق تأتي بضبط مراقبي الخطوط وشرطة الكراجات فقط، وان الدخول والخروج وعدد الرحلات، له تسعيرة خاصة تصل لـ 5000 ليرة كرشوة.

يذكر أن كل ذلك ترافق مع الأحاديث الكثيرة حول سوء انتاج رغيف الخبز وارتفاع الأسعار وغياب مراقبي التموين عن مسؤولياتهم الحقيقية والدروس الخصوصية، التي ساهمت بغياب أهمية المدرسة في حياة الطالب، مع غياب عمليات المراقبة المسؤولة على الأسواق وتفعيل ثقافة الشكوى.

وغياب أي دور ما يسمى باللجان المحلية مع تعميم نشرات الأسعار الرسمية على مختلف وسائل التواصل الاجتماعية، ونتيجة لغياب فعالية سليمة لمراقبي الخطوط وشرطة الكراجات، من المتوقع تركيب أجهزة التتبع والمراقبة.