لكل السوريين

محافظ السويداء.. أزمة النقل الداخلي مستمرة والوعود التخديرية مستمرة أيضاً

السويداء/ لطفي توفيق

تصاعدت أزمة المواصلات على الخطوط الداخلية في مدينة السويداء بسبب نقص كمية الوقود المخصصة لآليات نقل الركاب من جهة، وتوقف بعض السائقين عن العمل وبيع مخصصاتهم من الوقود بالسوق السوداء من جهة أخرى، وباتت مواقف انطلاق السرافيس في المدينة تشهد تجمعات بالعشرات يومياً بانتظار آليات النقل.

ولا تقل أزمة النقل بين المدينة والأرياف سوءاً عن خطوط المدينة، في وقت لا تقدم الجهات المعنية إلّا الوعود التخديرية لحل الأزمة.

ونظراً لتتفاقم هذه الأزمة، قطع بعض سائقي باصات النقل وسيارات الأجرة الطريق المحوري الرئيسي من الاتجاهين في مدينة السويداء احتجاجاً على نقص مخصصاتهم من الوقود، وشارك بعض المواطنين في قطع الطريق للمطالبة بتحسين واقع المواصلات، مما أدى إلى اختناق مروري كبير وسط المدينة.

والتقى محافظ السويداء مع عدد من المحتجين وتعهد بتلبية مطلبهم ضمن الإمكانيات المتاحة.

ووعدهم بإعداد خطة عمل تتضمن زيادة مخصصات آليات نقل الركاب، مع تعيين مراقبين على خطوط النقل، وتحديد كميات الوقود لكل آلية، وفقاً لعدد مرات عملها، ريثما يبدأ العمل بنظام مراقبة آليات نقل الركاب في المحافظة على غرار ما تم في مدينة دمشق.

وبرر مصدر في المحافظة ربط زيادة مخصصات آليات نقل الركاب مع تطبيق نظام مراقبتها بقوله “صحيح أن المشكلة الأكبر تكمن في نقص المخصصات الواردة إلى المحافظة، ولكن مشكلة بيع السائقين لمخصصاتهم تزيد الوضع تعقيداً، وزيادة الكميات بدون تفعيل نظام مراقبة على عمل آليات النقل، لن يؤدي إلّا لزيادة أرباح السائقين من بيع الوقود في السوق السوداء”.

الأزمة مستمرة

لم تتوقف الاحتجاجات على نقص كمية الوقود المخصصة لآليات نقل الركاب في السويداء خلال الفترة الماضية، بل كانت تحدث بين فترة وأخرى بأساليب مختلفة، وكان أكبرها في مثل هذا الشهر من العام الماضي حيث عطل سائقو السيارات العمومية حركة المرور وسط المدينة، وقطعوا الشارع المحوري بسياراتهم احتجاجاً على نقص مخصصاتهم من الوقود، وتجمهروا أمام السرايا الحكومية، مما دفع محافظ السويداء السابق إلى لقاء المحتجين وتقديم الوعود بالعمل على زيادة مخصصات السيارات العمومية خلال أيام، وتعهد بمطالبة الحكومة بزيادة حصة  المحافظة من المازوت لوسائل النقل وللتدفئة، وتجاوب المحتجون مع الوعود وفضوا حراكهم، مع أن معظمهم يدرك أن تلك الوعود مجرد تخدير، فليس بمقدور المحافظ زيادة المخصصات  فالأمر مرتبط بقرارات الحكومة التي تقول إنها تعطي ما لديها، وتبرر العجز بالحصار والعقوبات.

وبقيت وعود المحافظ وتعهدات المسؤولين الآخرين حبراً على ورق كما جرت العادة.