لكل السوريين

اليوم العالمي للشباب

لطفي توفيق

منذ أن أقرته الجمعيّة العامة للأمم المتحدة عام 1999..

أرادته يوماً دولياً للاحتفال بدور الشباب كشركاء في تغيير العالم إلى الأفضل.

وفرصة للتوعية بالمشكلات التي تواجه أولئك الشباب.

ودعت الحكومات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم إلى دعم أنشطته..

هذا ما أرادته منظمة الأمم المتحدة..

ولكن ما أراده تجّار الحروب والإرهاب..

وتجّار لقمة عيش الشعوب..

شيء آخر تماماً.

وشيء آخر تماماً..

ما جرى.. ويجري في منطقتنا..

حيث أعدّ هؤلاء التجّار الكثير من المشانق لطموحات الشباب..

وزرعوا الكثير من الألغام في طريق سيرهم باتجاه هذه الطموحات..

كثيرون يعتبرون أن أحداث ما عرف بالربيع العربي..

كانت بسبب إحباط الشباب من الوضع المزري الذي رزحوا تحته لسنوات طويلة..

فالبطالة والفساد والقمع والوضع الاقتصادي المتردي..

من العوامل التي دفعتهم للنزول إلى الشوارع..

والمطالبة بحقوق لم ينعموا بها منذ نعومة أظفارهم.

ولكن الشباب الذي مثل نواة هذه المطالبة..

حُرم من جني ثمار جهده وتضحياته..

ففي سوريا أصبحت المطالبة بالحقوق والحريات السياسية..

آخر اهتمامات الثوريين..

بعد أن كان في مقدمتها..

وفي بلدان أخرى..

خرج العسكر من الباب..

وعادوا من النافذة..

عبر صناديق اقتراع مفصّلة على مقاساتهم.

وفي بلدان أخرى..

رحل طغاة..

وعمّت فوضى غير خلّاقة..

ستمهّد.. في الغالب.. لعودة طغاة عصريين أكثر دهاء..

وأكثر إتقاناً للعب على الحبال.

في اليوم العالمي للشباب..

يقف العالم ليعرف ما تحقـق للشباب..

في مجال التعليم والصحة والاقتصاد والسياسة..

وفي صناعة القرارات العامّة.

وفي هذا اليوم..

نقف لنعرف من يذكر تلك القوارب المتهالكة التي تصارع أمواج البحار..

وتتحول إلى نعوش طافية على مياهها..

ومن يعرف عدد الشباب الذين احتضنتهم أعماق البحار..

وتحولوا إلى وجبات دسمة لأسماك هذه البحار.. وحيتانها..

خلال مخاطرة عبور هذه البحار..

على تلك النعوش الطافية..

طلباً للقمة عيش كريمة في المهجر..

بعدما صارت اللقمة الكريمة في أوطانهم سراباً..

طالما ركضوا خلفه..

وحلماً يصعب تحقيقه.

وفي اليوم العالمي للشباب..

نرسل زخّة عطر..

لمن تحولوا إلى وجبات دسمة لأسماك البحار..

وباقة أمل..

لمن لم يفعلوا بعد.