لكل السوريين

تعثر المفاوضات حول أوكرانيا.. والملفات الشائكة تعرقل الحلول

تعثرت المفاوضات الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا ولم تحرز أي تقدم حول النقاط الرئيسية المطروحة للبحث.

وأكد كبير المفاوضين الروسي مع الأوكرانيين عدم إحراز أي تقدم يذكر في تنفيذ مطالب موسكو المطروحة خلال هذه المفاوضات.

وأعلن الجيش الروسي انتهاء المرحلة الأولى من عمليته العسكرية في أوكرانيا، والتركيز على “التحرير الكامل لمنطقة شرق أوكرانيا”.

وقال نائب رئيس الأركان العامة الروسية إن “الاهداف الرئيسية للمرحلة الأولى للعملية أُنجزت”، مشيراً إلى انخفاض القدرات القتالية للقوات الأوكرانية بشكل كبير.

مما يشير إلى استمرار الحرب التي انعكست على أسعار الأغذية العالمية، حيث ارتفعت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، حسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.

وتصدرت الزيوت النباتية ومنتوجات الألبان هذا الارتفاع الذي وصل إلى مستوى قياسي جديد.

كما ارتفعت أسعار الحبوب بنسبة كبيرة بسبب عدم ضمان وصول صادرات أوكرانيا إلى الدول المستوردة منها، وعدم ضمان مرور الإمدادات العالمية من موانئ البحر الأسود.

وهو ما يعني تصاعد معاناة الفقراء في مختلف الدول جراء حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

عقوبات وعقوبات مضادة

بعد أن أغلق الاتحاد الأوروبي مجاله الجوي أمام الطائرات الروسية، علّقت شركات طيران عديدة رحلاتها إلى روسيا.

وردت موسكو بعدم السماح للطيران الغربي بالتحليق في مجالها الجوي، مما أربك الشركات التي تستخدم الأجواء الروسية في العديد من رحلاتها التي تربط بين أوروبا وآسيا، حيث يفرض تحويل مسار الرحلات على الشركات تكاليف إضافية، وتحتاج هذه الشركات إلى إيجاد طرق بديلة لتجنب القيود الروسية.

وبعد أن فرضت واشنطن حظراً على استيراد الغاز والنفط الروسيين، وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه يعتزم تقليص وارداته من الغاز الروسي بمقدار الثلثين بحلول نهاية العام.

أعلنت روسيا عقوباتها المضادة من خلال شعارها الذي رفعته مؤخراً “الغاز مقابل الروبل” للدول غير الصديقة.

وتهدف من خلال هذا الموقف إلى الالتفاف على العقوبات الأمريكية لأن صلاحية القانون الأمريكي خارج أراضي الولايات المتحدة يعتمد على الدولار.

كما تسعى إلى رفع قيمة الروبل في مواجهة العملات الأخرى، من خلال وقف التعامل بالدولار أو اليورو  في مجال النفط والغاز، لأنه سيؤدي إلى طلب كبير عليه من قبل الدول الأوروبية في حال تنفيذه.

ملفات شائكة

تقول روسيا إن مطلبها الرئيسي هو تحييد أوكرانيا، ورفض انضمامها إلى خلف الناتو، ويزعم بوتين أن ميل كييف نحو الغرب يرقى إلى مستوى تهديد أمني لموسكو.

وكان هذا الملف من التبريرات التي قدمتها روسيا لشن هجومها على أوكرانيا باعتبار أن الحلف يشكل تهديدا وجوديا لها.

وقال الكرملين إن المفاوضين يناقشون وضعاً لأوكرانيا على غرار النمسا أو السويد، وهما من أعضاء الاتحاد الأوروبي ولكنهما خارج حلف شمال الأطلسي.

بيمنا يؤكد الرئيس الأوكراني على أولويات بلاده من خلال المفاوضات وهي “نهاية للحرب وضمانات للأمن والسيادة واستعادة وحدة الأراضي وضمانات حقيقية لبلدنا وحماية حقيقية لبلدنا”.

وبالنسبة لأوكرانيا، فإن أي تعهد بالحياد بينما تحارب بمفردها في ساحة المعركة سيحتاج إلى ضمانات توافق عليها موسكو، وتتعلق بمساعدة القوى الغربية لها إذا تعرضت للتهديد الروسي مرة أخرى.

وأعلنت كييف استعدادها لقبول ضمانات أمنية دولية لا تصل إلى حد منعها من تحقيق هدفها طويل الأمد بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

ومن غير المتوقع أن تقبل موسكو بهذه الضمانات لأنها ترقى إلى حد قبولها بمشاركة حلفاء أوكرانيا، وحلف شمال الأطلسي بالدفاع عنها إذا تعرضت لأي هجوم روسي آخر.

ويبقى الوضع في شبه جزيرة القرم ولوهانسك ودونيتسك من أكثر الملفات  صعوبة في أي اتفاق بين البلدين، حيث تطالب روسيا باعتراف كييف والمجتمع الدولي بضمها لشبه جزيرة القرم، وبسيطرتها الفعلية على دونباس، كشرط أساسي من شروط التسوية، وهو ما يرفضه الأوكرانيون والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.

يذكر أن الكثير من المراقبين يرون أن روسيا غير جادة بالتفاوض مع الجانب الأوكراني، ولكنها تستمر بالمفاوضات بهدف كسب الوقت لإعادة تنظيم قواتها واستئناف هجومها الذي تمكنت المقاومة الأوكرانية الشرسة من إيقافه على أكثر من محور.

كما يرون أن أوكرانيا تسعى إلى كسب الوقت أيضاً، أملاً في الحصول على مستوى أعلى من الدعم الغربي يساعدها في تأخير التقدم الروسي، ويربك حسابات موسكو، ويعزز الموقع التفاوضي لكييف.