أربكت عملية بئر السبع التي نفذها شاب فلسطيني مختلف المؤسسات الإسرائيلية بشكل غير مسبوق منذ أمد طويل.
ووصفها المفوض العام للشرطة الإسرائيلية بانها “مروعة جداً” وأشار إلى أن كيانه لم يشهد مثل هذا الهجوم، وبهذا العدد من القتلى والجرحى منذ فترة طويلة.
وكان الشاب الفلسطيني الذي خرج من السجن الإسرائيلي عام 2019, بعد أن أمضى فيه أربع سنوات، قد نفذ عملية بئر السبع على ثلاث مراحل مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح آخرين، قبل أن يتمكن المستوطنون من قتله.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن هذا الحدث هو الأكثر دموية منذ العام 2016 حينما فتح فلسطيني النار في سوق بمدينة تل أبيب ما أدى إلى مقتل 4 إسرائيليين وإصابة 16 آخرين.
وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه سيتعامل مع مرتكبي “العمليات الإرهابية بيد قاسية”، وسيلاحق الأشخاص الذين ساعدوهم أيضاً وسيلقي القبض عليهم.
ولكن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي لا يعتبر قتل الفلسطينيين وتكسير عظامهم والاعتداء على أطفالهم عمليات إرهابية.
الاعتداء على الأطفال
يواجه أكثر من سبعمئة طالب وطالبة خطر الموت أو الإصابة يوميا خلال ذهابهم إلى مدارسهم وعودتهم منها بقرية “اللّبن”، في الطريق المحاذية للشارع الذي يربط بين مدينتي نابلس ورام الله، حيث يقوم الجنود الإسرائيليون والمستوطنون بضربهم بأعقاب البنادق وإرهابهم وتهديدهم بالاعتقال، لتعطيل الدراسة بمدارسهم وتهجيرهم منها، حيث تعمل سلطات الاحتلال على وضع يدها على منطقة المدارس باعتبارها “أماكن مقدسة” لها.
كما يزعم المستوطنون أن مدرسة اللبن للإناث هي “مدرسة بروكلين اليهودية”، وأن مدرسة الذكور، التي بنيت عام 1944 قبل قيام دولة الاحتلال، هي “مدرسة بني إسرائيل” وستكون مكاناً للتدريبات العسكرية.
وتصاعدت اعتداءات المستوطنين في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى تعطيل الدراسة في مدارس القرية بسبب خوف الطلبة و”نتيجة فقدان الشعور بالأمان”، حسب رئيس مجلس القرية.
وانتقلت اعتداءات المستوطن من الاعتداء على الطلبة لتطال القرية عبر دخولهم إليها وأداء طقوس دينية استفزازية، وتحطيم نوافذ المسجد، ونوافذ وأبواب بعض منازل اصحابها.
اعتداءات باب العامود
أُصيب عشرات الفلسطينيين إثر اعتداء قوات شرطة الاحتلال عليهم في منطقة باب العامود، بمدينة القدس المحتلة عندما كانوا يشاركون في إحياء ذكرى الإسراء والمعراج، حيث اعتدت الشرطة الصهيونية بالضرب على المشاركين في إحياء هذه الذكرى ما أدى إلى إصابة الكثيرين منهم، كما اعتقلت عدداً من الشبان قبل أن تندلع مواجهات بين الطرفين.
وكان آلاف الفلسطينيين قد تجمعوا في باب العامود، لاستقبال فرق الكشافة، حيث من المعتاد أن تنظم هذه الفرق عرضاً سنوياً بمناسبة الإسراء والمعراج بالقدس، تجوب خلاله شوارع الزهراء وصلاح الدين والسلطان سليمان مروراً بباب العامود والبلدة القديمة، وصولاً إلى المسجد الأقصى.
وأظهرت مقاطع فيديو قوات الشرطة الإسرائيلية وهي تعتدي بوحشية على الشبان والفتيات، وتلاحق الفلسطينيين في الشوارع القريبة، بينها شارع نابلس وشارع السلطان سليمان.
وضمن هذه الاعتداءات المتواصلة، منعت قوات الاحتلال إقامة صلاة العشاء في الحيّ، بعد أن كان المستوطنون قد عمدوا إلى استفزاز الأهالي أثناء تأديتهم صلاة المغرب.
وأطلقت هذه القوات قنابل الغاز والصوت باتجاه أهالي الحي والمتضامنين معهم، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح، واعتقال بعضهم إضافة إلى آخرين كانوا متواجدين بالمكان.
تكسير عظام الفلسطينيين
خلال المواجهات التي اندلعت في حيّ الشيخ جراح انتشرت دعوات من مجموعات اليمين المتطرّف تدعو إلى الاعتداء على أهالي الحيّ “لإظهار القوّة”.
وعمدت قوات الاحتلال إلى إغلاق المنطقة بسواتر حديدية، وطردت الصحافيين ومنعتهم من الدخول لتغطية اعتداءات الاحتلال، فيما وفرت الحماية للمستوطنين الذين رددوا هتافات عنصرية بحق الأهالي والمحتجين، ودعوا إلى الاعتداء إلى الحيّ وأهله.
وأوردت هيئة البث الإسرائيلية ما جاء على لسان إحدى المجموعات المذكورة، التي دعت إلى “تكسير عظام الفلسطينيين في الشيخ جراح، وطردهم إلى قطاع غزة، والاعتداء على منازلهم لإظهار القوة”.