لكل السوريين

حول معاناة المواطنين في اللاذقية وطرطوس من ارتفاع أسعار الاتصالات

اللاذقية/ سلاف العلي

إن متوسط تكاليف معيشة الأسرة السورية، يتراوح ما بين الـ 600 ألف إلى 700 ألف ليرة سورية، ومن الممكن ان يصل الى المليون ونصف المليون ليرة، فقط للحاجات الأساسية لتكاليف معيشة أسرة سورية من أربعة افراد وبدون اجار منزل يأويهم. وسنشير هنا فقط الى ما يتعلق بمعاناة الموطنين في الساحل من غلاء الاتصالات، بداية الجميع يشكو من سوء خدمة الاتصالات، وأن جودة الخدمة متقطعة وغير ثابتة وتتعرض لانقطاعات متكررة.

وأشار السيد يزن وهو طالب سنة رابعة هندسة معلوماتية في جامعة تشرين, الى  ان سرعة الإنترنت بطيئة جدا ويعاني من صعوبات كبيرة في دراسته والتي يحتاج الى الانترنت فيها وكذلك من تواصله مع زملاءه وجامعاته واصدقاءه, بسبب سرعة الاتصال المتدنية جدا، وخدمات الإنترنت المنزلي السيئة جدا, إضافة الى انقطاع الكهرباء المزمن, والمفارقة الغريبة , رغم الفواتير والمبالغ الكبيرة, التي يتم دفعها شهريا مقابل الحصول على هذه الخدمات، إضافة الى ان الخط الأرضي دائما يعاني من بطء وانقطاع، الخدمات أفضل نوعا ما على الهاتف المحمول، لكن تكلفتها عالية.

متوسط إنفاق أسرة مكونة من 5 أفراد على بعض مفردات خدمات الاتصالات الضرورية شهريا، بعد الزيادة الأخيرة على أسعار الاتصالات، يصل إلى نحو 25ألف ليرة سورية، إذ يبلغ اشتراك الإنترنت المنزلي بسرعة 2 ميغا 6800 ليرة شهريا، كما تبلغ تكلفة الاتصال من جهاز محمول مسبق الدفع حوالي 10الاف ليرة، بواقع اتصالين لكل فرد من العائلة يوميا، يضاف إليها خدمات الإنترنت اللاسلكي، واشتراك الهاتف الأرضي، فضلا عن الرسوم والضرائب.

السيد جمال مهندس مدني موظف في الانشاءات بطرطوس، حكى لنا عن معاناته من الارتفاعات المتكررة لأسعار الإنترنت ومختلف خدمات الاتصالات، وقال “وزارة الاتصالات السورية، رفعت خلال العام الماضي أجور خدماتها عدة مرات، وذلك بدعوى ارتفاع أجور التكاليف وأسعار المحروقات اللازمة لتشغيل المعدات ومحطات الاتصال”.

ويضيف “وربما الأسعار مقارنة بأماكن أخرى حول العالم ليست باهظة، لكن بالتأكيد ستكون عبئا على السوريين مع انخفاض القدرة الشرائية لرواتبهم وقيمة دخلهم, دفعت فاتورة الإنترنت الاخيرة والبالغة 8 آلاف ليرة، عداك عن فواتير الهواتف المحمولة، وفاتورة الهاتف الأراضي، خدمات الاتصالات والإنترنت أصبحت تشكل عبئا على الدخل، لا سيما مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية والغذائية”.

ويتابع “أفكر بكل جدية بإلغاء معظم خطوط اشتراكات الاتصالات والانترنت، للعائلة المكونة منه وزوجته وولدين شاب وصبية طلاب جامعة، أو تخفيفها, رغم أن زوجته موظفة بالصحة المدرسية بطرطوس, وذلك بسبب ارتفاع التكاليف، فالغلاء أصاب كل شيء , ولا يوجد اي ضابط لأسعار مواد الطعام واللباس ومصاريف الطلاب، وجاءتنا الان زيادة في تكاليف خدمات الاتصال , مما يدفعنا الى التفكير بإلغاء بعض خدمات الاتصالات والانترنت”.

تقول السيدة ردينة وهي مهندسة عند فرع الشركة العامة للاتصالات الحكومية بطرطوس: “لقد أعلنت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد نهاية نيسان الماضي، عن رفع أسعار الاتصالات، وتم رفع أسعار الخدمات المقدمة لشركتي إم تي إن، وسيرياتيل، والشركة السورية للاتصالات، بزيادة 50 بالمئة للخدمات الأساسية، بما يتضمن أيضا رفعا لأجور الاتصالات، والإنترنت”.

وتضيف “بناء على الأسعار الجديدة، أعلنت شركتا الهاتف المحمول، أسعار الاتصالات الجديدة، حيث أصبحت الدقيقة المحلية للخطوط المسبقة الدفع 27 ليرة، والدقيقة المحلية للخطوط اللاحقة الدفع 23 ليرة، وسعر الميغابايت خارج الباقات أصبح 17 ليرة, وبلغت أجرة الاشتراك الشهري للهاتف الثابت  1000 ليرة، وأجرة نقل خط هاتف 10 آلاف ليرة، والتنازل عن خط هاتفي 5 آلاف ليرة, أما بالنسبة لأسعار الإنترنت، فقد أصبح السعر الجديد لسرعة 0.5 ميغا بايت 3000 ليرة ، وسعر الـ 1 ميغا بايت 4500 ليرة ، وسعر الـ 2 ميغا بايت 6800 ليرة ، وسعر الـ 4 ميغا بايت 11500 ليرة، وسعر 8 ميغا بايت 21 ألف ليرة، وسعر الـ 16 ميغا 28 ألف ليرة، وسعر الـ 24 ميغا 40 ألف ليرة”.

أشار السيد فيصل الموظف في احدى الدوائر الحكومية، وطلب عدم ذكر اسمه ومكان عمله: لا يوجد حرية الإنترنت في سورية، والحكومة قيدت من كمية البيانات التي يمكن للمواطنين استخدامها كل شهر، إضافة الى التكلفة العالية، وكذلك باقات الإنترنت المتوفرة على شرائح شبكات الهاتف المحمول محدودة مكلفة للغاية مقارنة بدخل المواطنين.