لكل السوريين

تحت مسمى “الزكاة”.. تحرير الشام تفرض ضرائب على المواطنين في إدلب بالليرة التركية أو الدولار

السوري/ إدلب ـ دأبت هيئة تحرير الشام الإرهابية المدعومة من قبل تركيا منذ سيطرتها على مناطق شاسعة في شمال غرب سوريا على فرض ضرائب ورسوم على المواطن، ما أدى إلى إثقال كاهل السكان الذين باتوا يعانون كثيرا من الناحية الاقتصادية، وازداد الأمر بعد أن تغيرت العملة التي تجبى من خلالها الضرائب عليهم، بعد أن تم اعتماد الليرة التركية كبديلة لليرة السورية في التعامل في أسواق إدلب.

وتختلف تسميات الأصناف التي تتبعها الهيئة في جمع الضرائب والرسوم من المواطن، فتارة تسميها زكاة، وتارة أخرى جباية، وأحيانا تسميها ترخيص، ومرات نادرة لدعم بيت “أموال المسلمين”.

ولم يسلم تاجر أو محل تجاري من رسوم الجباية تلك، حتى أصبح المواطن في حالة ازدراء من تنوع حالات السرقة العلنية لأموالهم.

ومن خلال متابعتنا للواقع الاقتصادي في إدلب الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام الإرهابية، التقى مراسلنا بصاحب معصرة زيتون في ريف إدلب الجنوبي الذي لا يزال يقبع تحت سيطرة الهيئة، والذي قال “في الموسم الماضي أعلنت هيئة تحرير الشام عن إنشاء ما تسمى هيئة الزكاة، وقد فرضت على المزارع دفع زكاة الزيتون لصالح الهيئة دون الإفصاح عن برنامج عمل تلك الهيئة أو السماح لأحد بالسؤال عنها”.

ويضيف “تفاجئنا بتعيين موظف خاص بهيئة جمع الزكاة، والذي بدوره يقوم بحساب زكاة الزيت لكل مزارع، وقد خلقت هذه الخطوة نوعا من الغضب وردة الفعل من قبل المزارع وامتعاضه من تصرفات الموظف المصحوبة بالعنف وسوء المعاملة، وأيضا إلحاق الضرر بنا كمنشأة معنية بهذا الأمر لأن حرمان الفقير من الزكاة قد ولّد كرها وغضبا من تلك الخطوة”.

أبو عمار، صاحب محطة وقود في إدلب، حدثنا عن إغلاق المحطة بحجة العمل بدون ترخيص، فقال “أغلقت المديرية محطتي دون سابق إنذار، وتم تشميعها باللون الأحمر لحين إجراء عملية ترخيص، المشكلة أن الرخصة غالية الثمن، وطالبونا بدفع غرامة إما بالليرة التركية أو الدولار الأمريكي، بسبب تأخرنا عن الترخيص، والذي لم يعلن عنه من قبل المديرية”.

ويضيف “الأمر الذي يزيد حالنا سوءا، هو فرض تلك الرسوم والضرائب بالليرة التركية والدولار الأمريكي، والكل يعلم أن الليرة المحلية غير مستقرة أمام هاتين العملتين، وعند ذهابنا لتسديد الضرائب المرسومة نجد أنهم لا يريدون العملة السورية، وبالتالي نجد أنفسنا مضطرين لدفع الضعف في بعض الأحيان”.

وفي حارم الواقعة على الحدود التركية، أعلن ما يسمى المجلس المحلي في حارم عن قرار يمنع بموجبه أي تشييد أو بناء بدون رخصة من قبله.

وتخضع منطقة شمال غرب سوريا لسيطرة هيئة تحرير الشام الإرهابية منذ عدة أعوام، وكانت قوات الحكومة السورية قد استعادت قسما كبيرا من المنطقة بموجب اتفاق جرى بين الروس والأتراك.

تقرير/ عباس إدلبي