لكل السوريين

في ذكرى احتلالها السادس.. عفرين تعاني من انتهاكات “الوطني” تزامنا مع عيد نوروز.. تخوف من تكرار مجزرة 2023، واستمرار الانتهاكات بحق أهالي عفرين المحتلة

تزامنا مع أعياد نوروز التي تعد العيد الثقافي والقومي الأسمى للشعب الكردي في سوريا وكل دول العالم، تزداد المخاوف من إقدام مرتزقة الجيش الوطني السوري التابع للاحتلال التركي من ارتكاب مجازر أخرى بحق من تبقى من أهالي عفرين المحتلة، على غرار ما حدث في نوروز الماضي.

عفرين التي شكلت نقطة مقاومة بوجه الاحتلال التركي الذي نجح في احتلالها في العام 2018 تعتبر من أبرز المدن التاريخية والثقافية في سوريا، ولا تزال تشهد ارتكاب انتهاكات بحق من تبقى من أهلها فيها.

ويعيش من بقي من السكان في عفرين تحت ظلم وقسوة الاحتلال التركي والميليشيات المرتبطة به، حيث يتعرضون لانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة بما في ذلك القتل التعسفي والتهجير القسري والاعتقال التعسفي والتعذيب ومصادر الممتلكات. ومع اقتراب عيد نوروز، الذي يعد من أهم الاحتفالات الثقافية والتقليدية للكرد، تتزايد المخاوف من تصاعد العنف والانتهاكات ضد السكان المدنيين.

تعتبر المجازر التي ارتكبتها الميليشيات المرتزقة التابعة للاحتلال التركي في عفرين من أسوأ الانتهاكات، حيث تم قتل العديد من الأشخاص الأبرياء بما في ذلك النساء والأطفال والمسنين. كما تم تدمير البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة، واختطاف الآلاف ومصادر ممتلكاتهم مما يتسبب في معاناة إنسانية كبيرة بين السكان المحليين.

ويستذكر سكان عفرين مجزرة نوروز 2023 حين أطلق مرتزقة من ميليشيا (جيش الشرقية المنشق عن أحرار الشرقية) التابع للجيش الوطني السوري التابع للاحتلال التركي النار على عائلة كردية تسمى “بشمرك” في بلدة جنديريس في ريف مدينة عفرين شمال سوريا مساء 20 آذار / مارس 2023 أثناء احتفالهم بعيد نوروز، وقتل 4 أشخاص من عائلة واحدة، وأصيب في الاعتداء 3 آخرين من أقربائهم بجروح متفاوتة.

كما وتعزز مخاوف الكرد بعد جريمة بشعة راح ضحيتها الطفل أحمد خالد معمو، البالغ من العمر (16) عامًا، على يد الشاب يامن أحمد إبراهيم (18)، الذي استدرجه وقام بقتله بعدة طعنات بسكين حادة، وقام الجاني بعد تنفيذ الجريمة برمي جثة الضحية في بئر ماء بالقرب من قرية تل سلور، التابعة لناحية جنديرس في عفرين، بحسب ما ذكره مركز توثيق الانتهاكات في عفرين.

إلى ذلك، لا تزال انتهاكات الفصائل الموالية لتركيا في الشمال السوري مستمرة، وخصوصاً في عفرين، حيث تواصل عمليات الاعتقال والتضييق على السكان.

فقد أفاد ناشطون بأن عناصر من تلك المرتزقة، فإن ملثمين من المستوطنين، أقدموا قبل أيام، على الهجوم بالسكاكين على القاصر رودي محمد جقل 16 عاماً،  من أهالي ناحية جندريسه، والمقيم في حي عفرين الجديدة في مركز مدينة عفرين.

هذا الخبر أيضا أكدته منظمة حقوق الإنسان في عفرين، حيث أشارت إلى أن محاولة القتل فشلت، لكن رودي أصيب بطعنات في الساق وأماكن أخرى من جسده، ونقل إلى المشفى لتلقي العلاج اللازم.

وفي 13 آذار الجاري قتل مستوطن يدعى يامن أحمد الإبراهيم من ريف إدلب الفتى الكردي القاصر أحمد خالد معمو 15 عاماً ورماه في بئر ماء على طريق قرية تل سلور.

وتنتشر حالات قتل  المدنيين الممنهجة  وخاصة الكرد على أيدي مرتزقة الاحتلال التركي والمستوطنين، في ظل ترويج  و تعاطي المخدرات و انتشار السلاح بكثرة بيد المستوطنين.

كذلك، اعتقل عناصر مرتزقة الاحتلال التركي في مدينة إعزاز، شاباً من قرية إيكيدام التابعة لناحية شران في ريف عفرين، أثناء محاولته العبور إلى الأراضي التركية عبر مهربين في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي.

في عامها السادس.. جرائم الاحتلال التركي لا تتوقف في عفرين المحتلة

تصادف هذه الأيام الذكرى السنوية السادسة على “كارثة عفرين” المتمثلة باحتلال القوات التركية لمدينة عفرين وريفها بعد عملية عسكرية واسعة برفقة مرتزقة الجيش الوطني، في عملية احتلالية أُطلق عليها اسم “غصن الزيتون”.

6 سنوات ولا تزال قوات الاحتلال التركي وفصائل المرتزقة التابعة لها، تعيث فساداً بعفرين بعد تهجير القسم الأكبر من أهلها وسلب ممتلكاتهم وأرزاقهم، وأمام مرأى العالم ومسمعه تستمر الانتهاكات في عفرين في ضرب واضح لكل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع يكبح التجاوزات والجرائم بحق المكونات فيها.

ورغم هذا كله، لا يزال حلم العودة يراود أهالي عفرين من الكرد لمنازلهم، لكن ليس تحت احتلال مرتزقة الاحتلال التركي، الذي سجل أرقاما قياسيا في حجم وعدد الانتهاكات المرتكبة.

أبرز هذه الأرقام من الانتهاكات التي ذكرها المرصد السوري لحقوق الإنسان تجلت في تهجير ما يقارب الـ 310 آلاف مواطن، وإجبارهم على النزوح صوب مناطق سورية أخرى، وإلا تحمل الانتهاكات التي يرتكبها المرتزقة.

ونقلا عن المرصد السوري، فإن ما يفوق الـ 670 مواطن كردي استشهدوا على يد قوات الاحتلال التركي والتنظيمات الإرهابية المرتزقة.

وتنوعت طرق الاحتلال ومرتزقته في قتل أهالي عفرين، فبين قصف جوي ومدفعي وإعدامات ميدانية وسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وتحت التعذيب، لا يزال العفرينيون يقدمون المزيد من الشهداء بين الفينة والأخرى.

وبالنسبة للاعتقال، فقد أكد المرصد السوري أيضا، أن أكثر من 8700 حالة اعتقال تعرض لها أبناء عفرين، لا يزال منهم 1133 مواطن قيد الاعتقال، في حين أن الذين أفرج عنهم كانوا قد دفعوا فدية مالية باهظة، تفرضها التنظيمات الإرهابية المرتزقة.

إضافة إلى ذلك، فإن حالات التوطين أيضا مستمرة، فقد تم توطين 4200 عائلة من خارج عفرين في منازل العفرينيين، ناهيك عن تقطيع بساتين معمرة، يفوق عدد أشجارها الـ 5000 شجرة، كانت بمثابة مورد رئيسي لزيت الزيتون السوري، الذي كان قد أدخل سوريا في قائمة الدول العربية الموردة له في فترة ما قبل الـ 2011 م.

وفي إطار تغيير ديمغرافية مدينة عفرين وبناء المستوطنات، أكدت وسائل إعلامية ناشطة العام الفائت، إنشاء مستوطنة جديدة للنازحين السوريين باسم “أجنادين فلسطين” تحت إشراف قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها في ناحية جنديرس.

وأمام استمرار الانتهاكات تتواصل الدعوات إلى وضع قوانين صارمة تحارب الممارسات الهمجية لكل من شارك في الاتّجار والتنقيب غير المشروع أو بيع تلك اللقى الأثرية إلا أن تلك المساعي ينقصها الدعم الدولي المؤمن بخصوصية الحفاظ على تراث كل منطقة.