لكل السوريين

“أخرج من بلادنا، عد إلى بلادك”.. تركيا لا تفرق بين السوريين في العِداء، والمنشورات العنصرية خيرُ دليل

تتصاعد بشكل كبير الخطابات العنصرية ضد السوريين في تركيا، ليصل في بعضه إلى القتل، وسط اتهامات من قبل صحفيين وناشطين سوريين بدور سلبي لسياسيين ومعارضين أتراك، أدى إلى تزايد هذه الموجة من الجرائم العنصرية.

“عد إلى بلادك”، هذه الجملة باتت منتشرة في عدد كبير من الولايات التركية، ترافقت مع اعتداءات لبعض الشبان الأتراك على شباب سوريين، يضاف إلى ذلك الاعتداءات الجنسية على شابات في مقتبل العمر، وبعضهن قاصرات.

وتتفاقم يوما بعد يوم خطابات الكراهية تجاه السوريين، الذين لعب أردوغان دورا كبيرا في تأزم الوضع في بلادهم من خلال دعمه اللامتناهي للتنظيمات الإرهابية وفتحه الحدود بوجه كافة مرتزقة العالم، ناهيك عن العمليات الاحتلالية التي شنها بنفسه في سوريا.

ولعبت الحكومة التركية دورا كبيرا في تصاعد عوامل الخطابات العنصرية تجاه السوريين، وخاصة العرب، حيث أن الحكومة التركية دائما وصفت السوريين بأنهم بالمهاجرين والأنصار، وأعطتهم تمييزا إيجابيا، ما دفع شرذمة واسعة من الشعب التركي لتصعيد نبرة الكراهية تجاه اللاجئين السوريين.

واستفادت تركيا من أمر تواجد السوريين في بلادها، فقد حققت عبر تواجدهم في بلادها مصالح لم تكن في فترة ما قبل الأزمة تطمح حتى في التفكير بها، حيث تقوم بين الفينة والأخرى بالضغط بهم على أوربا للسكوت عن عمليات تمددها في بعض الدول الإقليمية، وبعض العمليات الاحتلالية في سوريا.

وبالنسبة للفوائد الاقتصادية؛ فقد حققت تركيا مرابح اقتصادية من جراء حصولها على خيرات البلاد في المناطق التي كانت تخضع لسيطرة التنظيمات الإرهابية التي كانت تدعمها، وما يحصل الآن في رأس العين وتل أبيض المحتلتين خير دليل على ذلك.

ويرتكز العداء التركي ضد العرب على محورين، أولهما ضد السياح القادمين من الخليج العربي، والذين يطلق عليهم أهل المدينة لقب “بدو مع مرسيدس”، كما أن التحرر لدى بعض شبان الخليج دفع الأتراك للسخرية منهم.

وثانيهما، اللاجئون الفارون من الحرب في سوريا، فبحسب إحصائية للأمم المتحدة، فإن أكثر من 3,6 مليون لاجئ سوري يعيشون في سوريا.

وبالنسبة للعنصرية المدرساتية، فقد باتت علامات القلق تظهر بشكل كبير على الحياة العامة في المجتمع التركي، حيث يعتقد الأتراك أن اللغة العربية ستساهم في تغيير الثقافة التركية، وشددت وزارة الداخلية التركية في وقت سابق على عدم استخدام اللوحات العربية في الأسواق التركية.

والحالة العنصرية ضد العرب ليست جديدة، فقد كانت الكتب المدرسية تعلم الأطفال الأتراك أن العرب خانوا العثمانيين في الحرب العالمية الأولى.

ولا يعد العرب وحدهم هم المستهدفون من قبل القوموية التركية، فهناك أدلة كثر على أن تركيا لا تميز بين سوري عربي أو سوري كردي أو سوري آشوري أو حتى سوري سرياني، فهي تعتبرهم بالنهاية كلهم يشكلون خطرا على الأمن القومي التركي، ولكنها الآن تستفيد من تواجدهم على أرضهم حتى تواصل تحقيق مصالحها باستخدامهم للضغط على المجتمع الأوربي.