لكل السوريين

أكثر من 90 حالة في آب الماضي.. ’’النشترة’’ ظاهرة توسع نطاقها في شمال غرب البلاد

السوري/ إدلب ـ لوحظ بالآونة الأخيرة في مدينة إدلب، شمال غرب سوريا، ظاهرة (النشترة)، حيث سجلت في الأسبوع الماضي أكثر من 17 حالة سرقة بحسب ما أفاد به مراسلنا من هناك.

والنشترة هي السرقة الفجائية، وباتت منتشرة بشكل كبير في عدد من المناطق السورية، وتكثر في شمال غرب البلاد، حيث أن الأوضاع المادية المتردية تدفع ممتهنيها بالقيام بها.

ويعاني سكان المنطقة التي تخضع لسيطرة التنظيمات الإرهابية لترد غير مسبوق في الوضع المعيشي، حيث أن الاكتظاظ السكاني فيها جعل منها منطقة فقيرة، كما وأن فرض التعامل بالليرة التركية زاد الطين بلّة، بحسب ما صرح به مواطنون لمراسلنا.

والأسبوع الماضي، تعرضت سيدة تبلغ من العمر 44 عاما لسرقة فجائية، في أثناء تجولها في أحد شوارع مدينة إدلب، حيث أقدم شخصان يستقلان دراجة نارية على سرقة محفظتها التي تحتوي على مبلغا من المال.

أم حسين، المرأة التي سرقت محفظتها، التقى بها مراسلنا، وقالت له “بينما أنا أتجول في أحد شوارع إدلب، وإذ بشخصان يستقلان دراجة نارية اقتربا مني، ولم ألقي لهما بالا، وتفاجأت بإقدام أحدهم على سرقة محفظتي، التي فيها قرابة الـ 700 ألف ليرة سورية، على مرأى المارة، وفي وضح النهار”.

وتضيف “تضم المحفظة بالإضافة إلى الأموال التي فيها، جواز سفر خاص بابنتي، وبطاقتي الشخصية، لا أعرف ماذا أفعل، ذهبت وبلغت قسم الجنائية، التابع لما يسمى بحكومة الإنقاذ، التابعة لإرهابيي الهيئة، وأحسست بالسخرية عندما قالوا لي إن كانت حلالا ستعود لك”.

هالة، سيدة من ريف إدلب، أيضا تعرضت لحالة سرقة، تقول “عند خروجي من أحد محلات الصيرفة، واجهتني امرأة متسولة، وبسرعة قامت بنشل المحفظة من يدي وركبت في سيارة كانت بانتظارها، ولاذت بالفرار”.

وسجلت إدلب وضواحيها في آب الماضي أكثر من 90 حالة سرقة، بحسب أحد الضباط المنتمين لما يسمى بحكومة الإنقاذ، الذي فضل عدم ذكر اسمه.

وتعد النساء الأكثر ضحية من بين تلك الحالات، حيث شهدت مدينة إدلب تسجيل 42 حالة، وجاءت سرمدا في المركز الثاني بتسجيلها لـ 18 حالة، في حين سجلت الدانة 10 حالات، وتوزعت الحالات المتبقية على بعض من مناطق الريف الإدلبي.

وبحسب مواطنون، فإن سبب كثرة حالات النشترة كما يسميها الأهالي يعود للكثافة السكانية، وتدني مستوى المعيشة وزيادة نسبة الفقر.

ويعزو ضحايا النشترة سبب تدني المعيشة لفرض الاحتلال التركي ومرتزقته التعامل بالليرة التركية بدلا من العملة المحلية، ما أدى إلى فروقات في الأسعار، وبالتالي انعكس سلبا على الوضع المادي.

تقرير/ عباس إدلبي