لكل السوريين

معلمون: قرار وزارة التربية ’’غير مدروس’’

السوري/ اللاذقية ـ طرطوس ـ يسيطر القلق والمخاوف لدى جميع الأسر السورية بسبب إصرار وزارة التربية السورية على عودة الأطفال إلى مدارسهم، رغم كل الظروف السيئة والمتزايدة بالتعرض للإصابة بفيروس كورونا.

السيدة وليدة جميل، أم لثلاثة طلاب، تتساءل عن سبب اعتماد الوزارة عودة الطلاب لارتياد المدارس في ظل انتشار فيروس كورونا، فتقول “هل العودة إلى المدارس أهم من حياة أطفالنا، وما هي الأساليب التي ستتبعها وزارة التربية لوقاية أطفالنا وحمايتهم من الإصابة؟”.

سيدة أخرى، من ريف اللاذقية، فضلت عدم ذكر اسمها، تقول “أنا مدرسة لغة إنكليزية، ولدي طفلة في المدرسة، أعتقد أن قرار عودة الدراسة في هذا التوقيت أمر خطير، فالهاجس أصبح أكبر، وخصوصا أن القاعات الصيفية في بعض المدارس مزدحمة، وستساهم بشكل كبير في انتشار الوباء أكثر مما هو عليه الآن”.

وتضيف “أنا كمدرسة كنت أخشى على الطلاب وهم في الحافلة، فكيف الآن وهم في قاعات مزدحمة، هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها، فلو أن الوزارة قررت مع اعتمادها عودة المدارس بأن يتم تخصيص مقعد لكل طالب، لم نعترض، لكن مع هذا الازدحام وسرعة انتشار الفيروس، يريدوننا أن نرسل أبنائنا إلى المدارس، فهذا قرار جنوني”.

مدرس لغة فرنسية، مهجر من شمال حلب، يقيم في مدينة طرطوس منذ بداية الأزمة، يقول “مدارس المدينة يرتادها مرشدون صحيون باستمرار، لكن مدارس الريف عادة ما يتأخر إرسال المرشد الصحي إليها، وهذا يعد إهمال من قبل المعنيين، فهل أطفال الريف ليسوا عرضة للإصابة، أم أن الأولوية للمدينة”.

السيدة رنا المحمود، كاتبة قصص أطفال وأم لطفلين في السن المدرسي، قالت “ينبغي ألا يُعاد فتح المدارس إلا عندما تكون آمنة للطلاب، أنا ضد فتح المدراس بهذه المرحلة الحرجة من انتشار المرض، فافتتاح المدارس مغامرة بالكادر التدريسي وبالأطفال وأهاليهم، وبالتالي الضغط سيتزايد على القطاع الصحي وظروفه الصعبة”.

وتضيف “أرى أن تأجيل المدارس حل مؤقت لتخفيف الآثار الكارثية لانتشار الوباء وتخفيف الضغط على القطاع الصحي في المرحلة الراهنة، صحيح أن تأثير إغلاق المدارس سيؤثر بشك سيء تعليمياً واجتماعياً، إلا أننا نستطيع تداركه بالوعي وبوضع خطة للتعويض لاحقاً، لكن تأثير خسارتنا لأطفالنا – لا قدر الله – أو مرضهم أمر لا يمكن تداركه”.

ويُعد افتتاح المدارس في هذا الظرف الصحي الاستثنائي من أكثر المواضيع جدلاً بين الأوساط السورية، نظراً لصعوبة الأوضاع وتنوعاتها في جميع أنحاء العالم. إذ تتعدد الأسئلة حول كيفية التخطيط لإعادة فتح المدارس وهل هو التوقيت السليم لذلك.

يذكر أن وزارة التربية السورية قد أقرّت في وقت سابق بدء العام الدراسي الجديد 2020/2021، في الثالث عشر من أيلول الجاري، في وقت تواصل فيه مناطق الحكومة تسجيلا كبيرا للإصابات بالفيروس، كما وأن وزارة الصحة قد أعلنت عن منعها للتجمعات في هذه الفترات.

تقرير/ ا ـ ن