السوري/ السويداء ـ تحت شعار “دمك برقبتنا” نفذ نشطاء من المجتمع المدني وقفة احتجاجية صامتة أمام القصر العدلي في مدينة السويداء، للتنديد بجرائم العنف ضد المرأة، وتغليب الحلول العشائرية على أحكام القانون في جرائم العنف الأسري، ومنها ما يسمى “جريمة الشرف”، ومطالبة القضاء بعدم التساهل مع مرتكبي هذه الجرائم.
ورفع الناشطون لافتات كتب عليها “الجريمة والشرف لا يلتقيان” و”مطلبنا سيادة القانون، القانون هو الأمان والحماية” و “القانون النظري لا يخدمنا”، بالإضافة لشعارات تدين التراخي القضائي في إنزال العقاب اللازم لردع المجرمين.
من كان منكم بلا خطيئة
وجاءت هذه الوقفة الاحتجاجية تلبية لدعوة سابقة من قبل ناشطين في المدينة تحت عنوان “دمك برقبتنا” و “لا شرف في جرائم الشرف”.
وجاء في الدعوة: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر، ندعوكم إلى وقفة احتجاجية صامتة، على قتل تسع ضحايا من النساء بعد إلغاء العذر المخفف للعقوبة بحجة غسل العار.
وذكرت الناشطات في الدعوة، التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أنهن سيطالبن بدم الضحايا، خاصة تلك التي قتلت مؤخراً بطريقة بشعة، كما سيطالبن بأقصى العقوبات لحماية المجتمع من الغرق في الدم والهمجية.
وذكر الناشطين في دعوتهم عبارات مثل: الشرف هو العلو والسمو، والجريمة وجه من وجوه الانحطاط، لا يمكن أن يقترن الشرف بالجريمة.
كما جاءت بعد ازدياد ملحوظ في الجرائم المرتكبة ضد المرأة بذريعة الشرف، كان آخرها جريمة وقعت بحق سيدة في السويداء في السابع من الشهر الجاري، حيث أقدم خال الضحية ووالدتها على قتلها بمطرقة حديدية.
ولدى التحقيق معهما، اعترفا بارتكاب الجريمة بهدف “الدفاع عن الشرف”.
دمّك برقبتنا
وتزامنت وقفة السويداء الاحتجاجية مع نشر “هاشتاغ دمّك برقبتنا” ضمن حملة أطلقها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تدين عمليات القتل العمد، وتدعو لتطبيق القوانين التي تساوي فعل القتل بداعي الشرف مع القتل العمد وفق ما ينص عليه قانون العقوبات.
وأفاد أحد المشاركين في الحملة أنهم يطالبون بعدم تساهل القضاء مع أي حادثة قتل سواء ضد امرأة أو رجل، وبإنزال أقصى العقوبات بحق مرتكبي هذا النوع من الجرائم، وخاصة الجرائم التي تخفف عقوبتها بذريعة الدافع الشريف، الواردة في قانون العقوبات السوري.
يذكر أن منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” وثقت العام الماضي، العديد من جرائم القتل التي ارتكبت بحق النساء، بسبب رفض بعضهن الزواج بأشخاص يتم اختيارهم من قبل الأهل، وارتكب الكثير منها تحت ذريعة “الدفاع عن الشرف”.
كما وثقت المنظمة عشر جرائم بذريعة “الشرف” في محافظتي السويداء والحسكة في نفس العام.
تقرير/ لطفي توفيق