لكل السوريين

التدهور الاقتصادي الحاد والفقر يجبران السوريين على التسول

تقرير/ جمانة الخالد

باتت الشوارع في المدن السورية لا سيما في حمص وحماة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تجتاح سوريا، مسرحًا لظاهرة التسول، حيث تصطف على أرصفتها وعند إشارات المرور أعداد متزايدة من المتسولين الذين يتخذون من هذه النقاط مواقع لجذب العطف وجمع المال.

تأتي هذه الظاهرة كنتيجة مباشرة للتدهور الاقتصادي الحاد والفقر المتنامي في سوريا والذي يدفع بالعديد من الأفراد إلى اللجوء للتسول كوسيلة يأملون من خلالها تأمين احتياجاتهم اليومية.

وتشير التقديرات إلى أن دخل المتسولين من هذا النشاط قد يفوق بكثير ما يمكن أن يحصلوا عليه من أعمال أخرى، مما يجعل من التسول ظاهرة متنامية في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

ويبلغ وسطي بعض المتسولين وما يجمعونه من مال بحدود ٢٠ ألف ليرة خلال الساعة الواحدة، بينما يبلغ ما يجنونه لمدة ١٠ ساعات حوالي ٢٠٠ ألف يومياً، وفي حال كانوا يقفون في نقطة نشطة يصل المبلغ إلى أكثر من ذلك.

فالمتسولين في حمص أو حماة وبالأخص الأطفال الذين يعملون في هذا المجال، يمكن أن يحصلوا على دخل يومي يتراوح بين 150 إلى 200 ألف ليرة، في حال كان “الشغل جيداً”، مع الإشارة إلى أن كل عائلة منهم تمتلك عدة أطفال يعملون بالتسول، ما يعني دخلًا شهريًا يتراوح بين 13.5 إلى 18 مليون ليرة للأسرة التي لديها ثلاثة أطفال يعملون في هذا المجال.

وتتفشى ظاهرة التسول في شوارع حمص وحماة بمدى أوسعَ، وأساليب جديدة اتخذت في بعض صورها العنف والشتم والسلب منهجاً لها، فضلاً عن تعرض يافعات للتحرش الجنسي والاغتصاب في أثناء تسولهم، واستدراجهن لاحقاً من قبل شبكات الدعارة لامتهان هذه المهنة لاحقاً.

ثم إن تغير أسلوب التسول مؤخراً يعود إلى ما تعرض له هؤلاء الأطفال من مشاهد عنف ورعب ودمار ولسوء الأوضاع الاقتصادية، إضافة إلى غياب دور رقابة الأسرة التي في أغلب الأحيان هي من تشغلهم.

ويستخدم المتسولون أساليب العنف والشتم في حال رفض بعض الأهالي أو عدم إبداء تعاطف معهم لأسباب ومنها تغيير مكان الإقامة والبعد الاجتماعي للمتسولين يعطيهم حرية أوسع حيث إنهم مجهولون في المكان الجديد.

وتعد ظاهرة التسول، إحدى “أعقد” المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها الشارع السوري، كما يعد الفقر والعوز خاصة مع فقدان السلع الأساسية وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وندرة فرص العمل وانخفاض الرواتب عاملاً أساسياً في ازدياد هذه الظاهرة.