بدأت بوادر الفتنة في محيط بلدة رساس جنوب مدينة السويداء، عندما حاول شاب من أبنائها منع مجموعة مسلحة من منطقة نبع عرى، من تحطيب الأشجار، فأطلق أحد المسلحين النار عليه مما تسبب بإصابته بجروح بالغة الخطورة.
وردّ أقارب الشاب باختطاف مدنيين عابرين على الطريق، بهدف الضغط على المسلحين لتسليم الشخص الذي أطلق النار، حسب مصادر من المنطقة.
وسرعان ما تفاقمت الأحداث، لتتحول إلى عمليات انتقام عشوائية استهدفت مدنيين من الجانبين،
حيث أطلقت مجموعات مسلحة من منطقة “خربة سمر” الواقعة عند الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، قذائف الهاون على محيط بلدة رساس وقرب الأحياء السكنية في منطقة الكوم جنوب مدينة السويداء، مما أسفر عن وقوع أضرار مادية في بعض المنازل.
وقام مسلحون تمركزوا على جانبي الطريق في منطقة “المطلة” بريف دمشق بإطلاق النار على السيارات المدنية وحافلات نقل الركاب المتجهة إلى محافظة السويداء مما أسفر عن مصرع شاب وامرأة، وإصابة عشرة آخرين.
واستهدف مسلحون مجهولون أحد أبناء العشائر في مدينة السويداء، مما أدى إلى وفاته.
وبدأت اتصالات مكثفة بين وجهاء درعا والسويداء والعشائر لتطويق حالة التوتر.
وعقد أهالي بلدة المطلة اجتماعا أكدوا خلاله على رفضهم للتعديات العشوائية على المارة.
بيان عشائر السويداء
صدرت مجموعة بيانات متتالية عن وجوه أهالي وعشائر المحافظة وتجمع عشائر الجنوب، أكدت جميعها على اللحمة الوطنية والمصير المشترك ونبذ الفتنة، ودعت إلى تحكيم لغة العقل.
وجاء في بيان عشائر السويداء “في هذه المرحلة الهامة من تاريخ البلد حيث كل انسان شريف مشغول بصياغة رؤية سياسية جديدة للبلد والتطلعات لبرنامج اقتصادي ينهض بالبلاد لتقف على قدمين ثابتتين في المنطقة، نجد الكثير من ابناء عشائر بدو السويداء مشغولين بالتعفيش والسرقة وقطع الاشجار وغيرها”.
واضاف بيان العشائر “نأسف لما حصل في الجبل من شرارة فتنة قام باشعالها من يقومون بقطع الاشجار بشكل جائر وسرقة المشاتل الزراعية وما نتج عنه من سقوط شهداء وجرحى أبرياء”.
وخاطب البيان أهل بلدة المطلة بالقول “لانقبل ولا نريد التدخل بمشاكلنا داخل الجبل فانتم قمتم بصب الزيت على النار باستهدافكم ابرياء عابرين الطريق”.
وأضاف “نحن كعشائر في السويداء متمسكون بعلاقتنا اهل الجبل ممن نتقاسم معهم الماء والخبز على هذه الارض، ونعلم ان الحكومات والسياسات والحروب وغيرها كلها تأتي وتذهب والبقاء لأبناء الارض الواحدة”.
الفاعل بما فعل
عقد وجهاء من درعا والسويداء وعشائر البدو، اجتماعاً في بلدة بصر الحرير بريف درعا الشرقي، جرى خلاله الاتفاق على تسليم الشخص الذي تسبب بأحداث العنف إلى جهاز الأمن العام ليكون القانون هو الضامن للجميع، وفق مبدأ “الفاعل بما فعل”.
كما جرى الاتفاق على إطلاق سراح المحتجزين من أبناء العشائر في السويداء، والاحتكام إلى القانون، وإنهاء حالات التعديات العشوائية من قبل جميع الأطراف، ووأد الفتنة الني يسعى إليها المسلحون المجهولون.
وطالب المجتمعون بتسليم مطلقي النار في بلدة المطلة على سيارات المدنيين، لتتم محاكمتهم وفق القانون، وأكدوا على أن تشمل المحاسبة كل من تسبب في أحداث العنف.
ودعوا أهالي السويداء وحوران والعشائر إلى التصدي لمحاولات أثارة الفتن بين أهل الجنوب، وأكدوا على أهمية نبذ المجتمع الأهلي لأي فرد يشترك أو يحرض على إثارة الفتن في المنطقة.
وطالبوا كافة المتضررين من الأحداث برفع دعاوى قضائية ضد خصومهم.